دردشة ،،،
الأسـرة أساس المجتمع ..
بقلم / أحمد عبد الحليم
إن كلمة “أسرة” مكونة من حروف بسيطة، ولكنها تلعـب دوراً هاماً في بناء المجتمع وتغـير طبيعة الحياة، حيث تُعرف الأسرة على أنها رابطة الزَّواج التي تصحبها ذريّة صالحة ونافعة للمجتمع والوطن، فمن المعروف أن الله عز وجل حثّنا على الزواج من أجل تكوين الأسرة والحفاظ على تناسل البشرية لأنّها الخلية الأساسية لتكوين المجتمع وتشمل الأب والأم ومجموعة من الأفراد بتكوين مثلث السعادة المتكاملة التي لم يختلف عليه أحد ويكون لها وعليها واجبات، بالتأكيد أنّ الفرد يعمل في النهاية لخدمة وطنه وتطويره، مما ينعكس بالإيجاب على المجتمع عامة وعلى الأسرة وأفرادها خاصة، ومن منطلق أن الأسرة هي أساس بناء المجتمع وتماسكها ونجاحها بالترابط وعلاقة صلة الرحم والدم التي تُعد أساس الحياة، فلابد أن تكون الأسرة صالحة ونافعة لها ولمجتمعها بكل المقاييس، فإذا كانت الأسرة غير مترابطة لا يصح أن نطلق عليها كلمة أسرة بمعناها الحقيقي، أما إذا كانت صالحة فستعود على الأبناء بعد أن تربوا وتعلموا من الآباء الأخلاق الحميدة التي يندرج تحتها كل الخصال النافعة من الصلاح والتدين وغيرها وبالتالي تستحق هذه الأسرة أن نطلق عليها كلمة أسرة بجدارة.
بطبيعة الحال في بداية تكوين الأسرة يكون الاتجاه للخطوبة وهي فترة التعارف بين الطرفين، وتبادل الحوار وفهم الطرفين لبعضهما والتخطيط للأيام القادمة والمستقبل وتكوين الأسرة، كما أن إتمام الزواج وبداية الحياة الزوجية والأسرية بالاتفاق على بعض الأمور قبل الارتباط سيضع النقاط فوق الحروف بالالتزام والمصداقية والتسامح والتفاهم، كل ذلك سيكون له الأثر الإيجابي في تكوين أسرة مترابطة وسعيدة يجمعها الحب والإخلاص والقناعة والرضا بالمقسوم، فلابد أن نعلم بأهمية تكوين أسرة متماسكة التي تشكل نواة لمجتمع مترابط ومتسامح، فإذا هناك نية للزواج لتكوين أسرة، يجب التدقيق في إختيار شريك الحياة بالعقل والقلب والمنطق، على أن يكون لدى الطرفين توافق في نفس الطباع وتطابق في النفوس، وكذلك اختيار الأسرة التي لا يختلف عليها في حسبها ونسبها وتدينها وتمسكها بالقيم والأخلاق الأصيلة التي سيكتسبها ويرتبط بها أبنائها من الشباب والبنات، حيث أن الاختيار الصحيح ينتج عنه أسرة ناجحة ومتكافئة.
من المؤكد أن لكل من الأسرة وأفرادها واجبات لهم وعليهم، حيث تلعب الأسرة دوراً هاماً في توفير الرِّعاية لأبنائها وتربيتهم التَّربية السليمة، باعتبار الأسرة هي المسئولة عن تنشئة أبنائها تنشِئة سليمة، وتوجيه الأبناء وتعليمهم التعاليم الدينية، وغرس قيم الشَّجاعة، والقناعة، والرِّضا بما قَسمه الله، إلى جانب توفير الحقوق الماديّة للأبناء، وتربيتهم على طاعة الأهل والسماع لهم، وفتح باب للحوار الهادف في المناقشة بتبادل الآراء في الأمور التي يختلف عليها الآباء مع أبنائهم، كل هذه الأمور مجتمعة وأكثر حتى يسود في المنزل جو من الراحة النفسية والحب والمودة.
تعتبر الأسرة اللِّبنة الأساسيّة وحجر الأساس في بناء المجتمع، حيثُ إنَّها تتكون من مجموعة مِن الأشخاص يرتبطون ببعضهم بروابط صلة الرَّحم والقرابة، كما أنَّ لها دوراً فعّالاً في بناء المجتمع السَّوي المتكامل والمُترابط، فالأبناء هم قُرّة عين الآباء وسبب سعادَتُهُما، فالأسرة كالتُّربة الصالحة وإذا كانت هذه التّربة صالحة يصلح نباتُها، والعكس صحيح، فإذا كان الأبوان صالِحان كان أولادهم صالحين.
ومن منطلق أن الاستقرار يحقق الأمان والراحة النفسية لكل فرد، فلابد من توفير حماية المجتمع من الأمراض النفسية والجسدية التي يمكن أن تسوده نتيجة للزواج وتشكيل الأسرة، فيجب العمل على تحقيق الرّاحة النفسية للأفراد من خلال أجواء الرَّحمة والمحبة والتماسُك، لكي ينمو أفراد الأسرة نمواً طبيعياً وصحياً داخل إطار عائلي سليم ومترابط، كما يجب أنّ تهيّئ الأسرة للفرد المُناخ الّذي يُلائمه لكي يستطيع من خلاله الانتقال من مرحلة نموّ إلى مراحل عديدة في مستقبله للوصول إلى قمة النجاح.
أن المساهمة في تكوين مجتمع صالح وملتزم، وحمايته من الانهيار أمر ضروري لزيادة ثقة الفرد بِنفسه، حيث إنّ انتماءه لأسرته يمنحه إحساساً بالاستقرار والهدوء النَّفسي، بأن تسهر الأسرة على راحة الكبير والصّغير، بالاعتناء بهم، لإكسابهم الصحة والقوّة.
كما إذا توافرت السرية التامة بين الزوجين بالترابط والحب والقناعة على ألا يسمح لأي من الزوجين لدخيل بأن يعكر عليهما صفوهما سواء من الحاقدين والحاسدين أو حتى من أهل أحد الطرفين، هناك أنواع عديدة من الأسر ولكن أفضلهم الأسرة التي تعتمد على الرأي والرأي الأخر وتتعامل بمبدأ المساواة والعدل والتفاهم والتسامح.
ومن باب النصيحة، يجب أن نعلم أن المركب إللي فيها ريسين بتغرق، والراجل راجل والست ست، والتفاهم أفضل الطرق للوصول لحياة سعيدة ناجحة ومترابطة، وعلى الزوج أن يحترم زوجته أثناء النقاش، وفي المقابل على الزوجة أن تعـرف إنها تتحدث مع زوجها الرجل ولم تقم بإستفزازه أو الاستهانة به أو بكلامه، وكذلك أن يحرص الطرفين على إرضاء الأخر وعدم الإهمال أو التجاهل لبعضهم البعض، والوقوف مع بعضهما وقت الشدة والمرض مهم جداً، وعدم مقارنة حياتهم بحياة الأقارب أو المعارف إذا كانوا ميسورين الحال بقول “إشمعنا فعلان مثلاً”، خلي المركب تمشي بالتسامح والاحترام والترابط الأسري.
وأخيراً أن الأسرة الناجحة تتحقق بعد اختيار وتفاهم وتوافق الطرفين قبل الزواج، أما بعد الزواج فيجب أن تكون مترابطة متسامحة تعمل على إزاحة جميع المعوقات للوصول إلى الهدف المأمول، والعناية بأبنائها سيكون له الثمرة الإيجابية على الأسرة وأفرادها والمجتمع، مما تعم الفائدة على البلاد في ظل وجود جيل جديد بالتطوير والنهضة في المستقبل.