خواطر عن ماهية الدولة من منظور التركيبة الفكرية لمرأة التصرف الإستراتيجي
بقلم / فريال الشهباني – تونس
ينقسم العالم اليوم بكل مكوناته و تضاريسه و على جميع الأصعدة إلى أبعاد و لكل بعد مقامه و مقاله ،
و كمثال سوف نتطرق من جهة نظر فلسفي يمكن ان يرتقي الى مرتبة محترمة من حيث هرم التفكير انطلاقا من مفارقة ابيمانيد ، إذ يمكننا أن نبسطها بالتحليل في الصورة الآتية ؛ فعندما يأتيك شخص و يقول لك انا كذاب ؟ فهل هو صادق أم كذاب ؟ بما أنه نطق الصدق على نفسه
هنا يصعب تفكيك شيفرات هذه الصورة حيث يندمج الوهم مع الحقيقة ،
نعم بما أن الدولة ليست بجسم مادي ملموس فماهيتها لا تقل تعقيدا عن المثال السابق الذي يجسد المسألة بشكل واضح ،
و من هنا يمكن ان يحيلنا المضمون الى بعد روحي ميتافيزيقي يتجسد في عاطفة التعلق و الانتماء و التي تنبثق منهل سلسلة متتالية من المشاعر النبيلة تحيلنا على التوالي الى فكر السهل الممتنع و هو التعلق بالرقعة الجغرافية و الانتماء لها ،
و على هذا النحو نستنتج ان الدولة و الوطن خطان متوازيان بل توأمان لا يقترقان اذا اعتبرنا أن الشعب هو نواة هذه الأرض التي وجدت عليها الدولة ، في حين و مع تطور العصور و العلوم يمكن ان نتطرق الى ابعاد اخرى عديدة أهمها في الوقت الراهن علم التصرف دائما من منظور أن الشعب هو نواة الرقعة الجغرافية ، و عليه يصبح مفهوم الدولة اكثر واقعية يحدد وفق اهداف و مهام أساسها ضمان البعد الانساني للشعب و قد تم الاجماع على هذه الحقوق في اتفاقيات الامم المتحدة ، بهذا الفهم تصبح أسس الدولة مجموعة المؤسسات التي تخضع الى قواعد علم التصرف و قيامها يتجسد في نتائج مضبوطة و جد دقيقة ، هكذا يصبح علم التصرف بأدواته عبارة عن الحصن المنيع لسيرورة الدولة و سلاح الذود عن بقائها و هنا نتحدث عن نموذج عملي علمي نظري و تطبيقي في الآن نفسه محكم أساسه عناصر بشرية كفؤة و مؤهلة و على رأسهم فكر مسير متمكن من علم التصرف بمختلف عناصره و مواكب لمستجداته في كل هيئة أو هيكل مؤسساتي ،
و ها نحن نصل بالتحليل الى البعد السياسي للدولة أين يمكن أن نمر مرور الكرام بفائق التحية لكل عامل بها على قدر ما ملك إيمانه و أهمية و مردودية دوره في السيرورة التاريخية و تدوين التاريخ المجيد الحافل بالإنجازات ،
و اخيرا و ليس آخرا نتطرق الى أهم عنصر و هو الشعب بما أننا نتحدث في نموذج ميثالي يتوق لرؤيته الفرد و المجتمع و حتى العالم بمقتضى اتفاقيات الانسانية للامم المتحدة من هو بمثابة الياقوت الذي يلد دررا اذا تناغم مع كيان قيام الدولة الصامدة التي تنير عقله بنور الثقافة و الفن و الابداع و تطوير العقل الباطني الذي يحيلنا ضرورة الى أن الدولة أساسها التناغم بين ما سبق من ابعاد كي يتم تثمين هذه الدرر عبر العلم و العلوم الجديدة خاصة كأدات فعالة مواكبة للعصر
هذه أهم الابعاد حسب السلم الزمني الراهن هناك أيضا ماهو مهم و حتى لا ننحدر الى الاقصاء يمكن حوصلة الأمر في سطور صغيرة مكتنزة بالوقار هذه الافكار مرتكز على الفكر الاستراتيجي في بعده البسيط و غير المعقد .