900
900
مقالات

رسالة من الطبيبة ( بيتك قبل عملك)

900
900

بقلم /د. محمد كامل الباز

جمعيات، مؤتمرات، تجمعات، هدفها خروج المرأة من بوتقة البيت وتحررها دون قيود، ما المانع أن تسافر المرأة دون إذن زوجها، ماالمشكله أن تتزوج دون ولى، ما الكارثة فى أن تكون عصمة الزواج فى يدها، هى تحررت وخرجت من دائرة التبعية لفضاء الحرية والاستقلال، شعارات رنانة وخطب صاخبة دوماً ما نسمعها من تلك الجمعيات التى فى كل لحظة تؤكد للمرأة أن واجبها الأول والاساسى هو تكوين كيان خاص بها دون الحاجة للاندماج فى الأسرة وتحكماتها، خرجت علينا منذ فترة نقيبة أطباء القاهرة شيرين غالب فى حفل تخرج طالبات جامعة الأزهر فرع أسيوط لتنسف كل تلك المعانى وتضرب بعرض الحائط جُل تلك الأوهام وتوصى الطبيبات قائله ( بيتك ثم بيتك، اولادك ثم مهنتك، أوعى حد يقولك مهنتك قبل ولادك، لو قعدتى فى بيتك فى مليون طبيب بره هيعالج لكن ولادك ملهمش إلا أم واحدة هى أنت ِ).
لم تأتى تلك الكلمات من زوجة الزرقاوى أو بن لادن، لم تخرج تلك الجُمل من سيدة غير متعلمة فى أقصى الريف، بل قيلت من أستاذة بكلية الطب تفهم وتعى ما تقول، تؤكد لكل البنات منهج هام وتعطى لهم مصباح جميل ينير لهم حياتهم فى المستقبل، هل تفوقك فى مجال الطب وتحقيق كيان شخصى لك وأنت متخاذلة عن أولادك وتربيتهم واصلاحهم يعد نجاح؟؟ هل تركك أولادك بالايام ليربيهم غيرك من مربية أو حضانه أو حتى أقارب يعد تفوق ؟؟ لماذا نسمع ونرى يوميا مهازل اخلاقية وحوادث تشيب لها الولدان ومعظمهم من بيوت أصحابها من ذوى الشهادات الرفيعة أليس العيب فى الاساسات من البداية، هل يخرج الولد بسلوك قويم متزن وهو تحت كنف والديه خاصة أمه أم ترى من يُترك يومياً بالساعات فى الحضانات وأماكن الاستضافة من أجل عمل والدته الذى لا ينتهى أفضل..؟ إن نزول المرأة للعمل الغير ضرورى وأعنى ما أقول أى أنها غير محتاجه ماديا لذلك العمل يعتبر معول هدم للأسرة المصرية هل يعقل يا سادة أن يترك طفل عمره سنتين يومياً من السابعة صباحاً إلى الرابعة عصراً تحت توجيه وعناية أناس غرباء عنه وتريد أن تُخرج جيل منضبط ومستقر نفسيا، ما الفائدة من جنى ثمار التفوق العلمى والعملى وقد اضعت ِ ثمار بيتك، عندما أوضحت الطبيبة تلك النصيحة فهى تعرف ان الحياة العملية بالفعل دوامة لا تنتهى وإذا استسلمت لها أى أم سيدفع الثمن الأولاد من جفاء وبعد ونشاة مختلفة، وبرغم هجوم جميع الجمعيات الحقوقية التى أرى أنها السبب الرئيسى فى زيادة نسب الطلاق الكارثى وهدم الكثير من البيوت بداع تحريض المرأة على الإكتفاء الذاتى وعدم العيش تحت مظلة زوج او حياة أسرية فأنا من موقعى هذا أحيي تلك الطبيبة الشجاعة التى بلغت من السلام النفسى مداه ومن الحكمة غايتها عندما نصحت البنات والنساء أن أهم شىء لهن هو تكوين الأسرة والحفاظ عليها وتأتي فى المرتبة التالية العمل والمستقبل العلمى فإذا انشغل الأب بالعمل والبحث عن لقمة العيش وغرقت الأم فى بحر تكوين الذات والنهوض بمستقبلها العملى ..من للأولاد إذن ؟ من يربيهم؟ من يرشدهم؟ من يخرج للمجتمع جيل يبنى ويجتهد وهو مسلح باقوى الأسلحة مع العلم وهو الخلق والدين …

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى