(2) حكايات من شارع المعز
بقلم / محسن مرغنى
المستشارالاكاديمى لمنتدي تغريد فياض الثقافى
اللبنانى وعضو الجمعيه المصريه للامم المتحده
يعد شارع المعزلدين الفاطمى واحد من اهم المواقع االثريه فى مصر والعالم اذ يعد اكبر متحف مفتوح للالثار على مستتوي العالم.. بمعنى ان تسير فى الشارع فتجد على يمينك وعلى يسارك
اثار متنوعه حيث يحوي على جنباته اكثر من 1200اثر اسلامى ما بين مدرسه وسبيل ومسجد وبيوت قديمه ودكاكين ووكالات تجاريه بامتداد 5و2كم هى طول الشارع من باب القتوح فى الشمال وحتى باب زويله فى الجنوب وتحوي جدران شارع المعز العديد من الحكايات الامثله الشعبيه مثل ) اللى اختشو ماتو والكوسه واللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع وبركه يا جامع وتحت القبه شيخ والرخم والذوق مخرجش من مصروغيرها ( وحكايتنا اليوم بعنوان الرخم)
حينما نجد انسانا ثقيل الدم على قلبنا ولا نتقبل شخصيته نطلق عليه مصطلح الرخم فما اصل تلك الكلمه؟
عندما تولى السلطان المؤيد شيخ وهو احد سالطين المماليك حكم مصر اراد ان يخلد اسمه فى التاريخ بان يبنى جامع باسمه على غرارحكام مصرالسابقين كعمرو بن العاص واحمد بن طولون وغيرهم من حكام البلاد.. وكان يريد لهذ الجامع ان يكون اجمل وافخم المساجد فقام باحضار الكثير من العمال والمهندسين لاتمام ذلك العمل الكبير وهذا كلف خزينه الدوله الكثير والكثير من الاموال.. وعندما لم تغطى خزينه الدوله نفقات هذا المشروع الضخم قام بفرض الضرائب الباهظه على الشعب لتمويل بناء هذا المسجد وهذا ايضا لم يغطى تكاليف
البناء وعندما اراد ان يزين المسجد بالزحارف والرخام لم تكفى الاموال المحصله لتغطيه تلك التكاليف فأمر بنزع الرخام من بيوت الناس عنوه لاستكمال بناء المسجد فأمرالرخامون من يعملون فى صناعه الرخام بنزع الرخام من البيوت فى حراسه جنود الملك ومن يعترض من
الاهالى يقومون بالقبض عليه.. وبسبب تلك الاحداث اصبح العاملون فى صناعه الرخام مكروهين من الاهالى وغيرمرحب بهم.. ومن هنا اصبح كل فرد غير مرحب به يطلق عليه مصطلح
(الرخم).. والجدير بالذكر ان العاملون فى صناعه الرخام حتى الآن يطلق عليهم (رخامين) ومفردها( رخام) وهى مهنه من المهن التى تتطلب شهاده قياس مهاره وكارنيه مزاوله مهنه
لاثباتها فى التأمينات االجتماعيه والبطاقه الشخصيه ولها كود وظيفى مسجل بالتأمينات الاجتماعيه.
والجدير بالذكر ايضا ان المصريون اطلقوا على هذا المسجد اسم المسجد الحرام غير المسجد الحرام الذي بمكه( وذلك بسبب قيام عدد من المشايخ بتحريم الصلاة فيه لانه مبنى من اموال
حرام وان الله طيب لا يقبل الا الطيب وقام الاهالى بعدم الصلاة فى هذا المسجد .
وكانت هذه هى حكايتنا الثانيه من حكايات شارع المعز بعنوان (الرخم) .