قديما قالوا.. إن شر البلية ما يضحك.. وبالحق نقول.. إن ما حدث مؤخراً فى أفغانستان فيما يتعلق بتشكيل الحكومة يتعدى مجرد الضحك الي الحسرة والدهشة الممزوجة بعدم التصديق وعدم الفهم..
حركة طالبان بعد أن دانت لها الأمور في كامل أفغانستان نتيجة فوضى الإنسحاب الأمريكي غير المتوقع وغير المنظم الذي جري
مؤخراً.. أعلنت الحركة.. وفي اكثر من مناسبة انها تتفهم مدى القلق الدولي من عودتها لتولي السلطة في البلاد.. وأكدت عزمها على تغيير صورتها القديمة التي ظهرت بها خلال فترة حكمها السابقة من تشدد وإرهاب وجمود فكري وعقائدي وتخلف في ملف حقوق الإنسان وفي التعامل مع المرأة..
وأوضحت طالبان عزمها على إتخاذ مسار مغاير تمامآ لتصرفاتها
السابقة.. وخاصة بعد أن أعلنت معظم دول العالم انها ستنتظر بعض الوقت لترى كيف ستكون تصرفات طالبان.. قبل ان تقرر هذه البلاد موقفها من الحركة.. سواء بالتعامل معها أو مقاطعتها..
نقول انه وعلى عكس كل التوقعات خرجت علينا طالبان منذ ساعات بأعجب التصرفات وأكثرها إثارة للدهشة.. حين
أعلنت عن تشكيل حكومة تضم شخصيات متهمة بالارهاب.. وأخرى مطلوبة أمام المحاكم الدولية.. وبعضها مدرج على قائمة الأمم المتحدة السوداء..
حكومة تخلو من تماما من العنصر النسائي.. رغم أنها تعلم تماما ان العالم كله ينتظر ان يعرف موقف طالبان من المرأة.. وكيف ستتعامل مع هذا الملف الحقوقي والانساني
الرسالة التي تبعث بها طالبان إلى العالم من خلال هذه الحكومة الجديدة.. هي رسالة تحدي للمجتمع الدولي.. واستهانة بكل المطالب المشروعة.. رسالة تؤكد فيها من جديد انها ماضية في اعتناق أفكار التطرف الدموي والجمود الفكري المنغلق والسير في طريق الهلاك والبلاء.. و المعاكس تماما لمصالح البلاد والعباد
