900
900
مقالات

الجمهور عاوز كده

900
900

بقلم / المفكر د. سامح مهران
رئيس أكاديمية الفنون الأسبق

الجمهور عاوز كده. ماذا تعنى هذه العبارة؟
تعنى أن المتلقى اصبح يلعب دور المستهلك فى توجيه الفن.. فهو متلقى له سلطة التحكم فيما يريد استهلاك.. فيستجيب له صناع الفن ومنتجوه.. سلطة الملتقى المستهلك هذه جعلت صانع النص/العرض يبنى عمله على أفق توقع ذلك المستهلك التى أصبحت توجه الإبداع نحو موضوعات وأشكال مقصودة.
بالطبع فى مثل هذه السياقات لايمكن تجاهل تأثيرات العولمة والسوشيال ميديا؛التى جعلت من الممنوع أمرا مباحا؛ففى هذه الفضاءات تتعدد رؤى العالم خروجا على المألوف والمتكرر.
بالطبع كان للاقتصاد الخدمى(غير الانتاجى )الذى انتهجته الدولة المصرية بواسطة الكمبرادور(بورجوازية التوكيلات )دورفاعل فى تحويل المواطن إلى مجرد زبون.. زبون لم تقدم له فى المقابل خدمة تعليمية/ثقافية/إعلامية مناسبة.. تنمى من وعيه النقدى سواء بالنسبة لتاريخه وماضيه أو لحاضره الذى هو حاضر عولمة تحضه فى كل لحظة على الانخلاع من تربته المحلية والانغراس فى اتربة عولمية وكونية(ارجع إلى جيل دولوز ).
غياب العقل النقدى المصرى تسبب فى ضعف مناعى لدى المتلقى المستهلك والزبون؛فكان أن فتح الشباب اذرعهم مرحبين بالمعايير والقيم والاذواق والأشكال الآتية من الغرب خاصة وذلك كنوع من مقاومة السائد؛الجامد الذى لا يتحرك إلى قدام؛بل يتكرر ويأخذ فى التكرار؛أخذا معه حيوات كثيرة عاشت دور المستهلك فقط لكل ما يلقى إليها؛خاصة وإن الوافد الجديد يتشح بوشاح مغو ومغر فى ان؛الا وهو الحرية وحقوق الإنسان؛ومن ضمنها حقه فى تغيير هويته حتى الجنسية؛علاوة على تقبل الآخر ايا كانت هويته السياسية؛ديانته؛جنسيته وجنسانيته.
للاسف عودناشباننا على عدم المشاركة وعدم التفاعل فيما يخص الشان العام؛فوجدوا ضالتهم فى العالم الخارجى فعاشوه بكل تفاصيله ودقائقه؛وذلك ضمن ثورة شبابية عولمية تعادى كل السلطات:دينية؛سياسية؛اقتصادية؛ثورة تمتد جذورها إلى ستينيات القرن الماضى؛وتتمظهر الآن فى تعاطى المخدرات والرقص على موسيقى المهرجانات.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى