هانز ليمان واللغو (الفارغ)
بقلم / د . سامح مهران – المفكر الكبير
ورئيس أكاديمية الفنون الأسبق
يعتقد هانز ليمان ان فنون الأداء تمارس اليوم تدميرا إستراتيجيا علي ذاتها بشكل لارجعة فيه؛فالدعامة الكبري الا وهي الصراع الدرامى قد تحللت كنتيجة حتمية للانهيارات المتتالية في الثوابت الاستراتيجيه(انهيار الواقع؛تحلل مبدأ الصراع؛نهايه التصادم؛توقف الأحداث؛وموت السرد الكبير )مما لم يعد يسمح بانتاج خطاب درامى مستند إلى وهم الإيمان بوجود دراما. (إنتهى الاقتباس ).
قد نتفق مع ليمان في مبدأ انهيار الواقع؛بحكم الواقع الافتراضي الذى دخلت/تدخل فيه ذوات متعاطى الحواسيب الإلكترونية والهواتف الذكية والانترنت التى ساعدت علي عملية التحويل الهوياتى للعديد من الأفراد؛الذين بدورهم يحاولون فرض هذآ الواقع البديل على الواقع المعيش في ذاتية محضة ومفرطة تهدم كل سلطة(سلطة سياسية؛دينية؛وفى الفن المسرحى سلطة المؤلف؛ثم سلطة المخرج ؛وذلك للوقوع في أسر سلطة الاستعراض )الأمر الذي ينهى المسرح من الأساس.
بالطبع لا نتفق مع ليمان في تحلل مبدأ الصراع؛فإذا ما نظرنا إلى واقع المجتمعات الغربية؛سنكتشف ان المرجعيات الدينية علي سبيل المثال قد انسحبت بالفعل من الفضاء العام إلى الفضاءات الخاصة.. حيث اكتسبت النصوص المقدسة تفسيرات أشد قسوة وأكثر غلظة؛وهو ما ينذر بتنامي مستقبلى للتيارات الإرهابية الاصولية. هذآ ما نشهده في الولايات المتحدة الأمريكية حاليآ.
وكذلك تعود السرديات الدينية ضمن خطاب شعبوى يهدد الأساس الليبرالى للدول الغربية برمتها.
إن السرديات الكبرى هى خلاصة تاريخ البشرية كله؛والخروج منهآ إنما يعني الخروج من التاريخ إلى متاهات الفوضى والاناركية التى تسعى إلى الهدم ولاشيء غير الهدم.
الذى نود الإشارة إليه هو ان القديم يعود باستدعاء سياسى واضح؛استدعاء يؤكد مبدأ الصراع ولايلغيه. هذا الاستدعاء السياسى يحمل في داخله كل تناقضات:العرق؛الطبقة؛الجندر؛علاوة علي التوجهات الدينية(لاحظ خطابات كل من بايدن وترامب الأخيرة )
نخلص من هذا العرض السريع إلى ان رأى مثل الذى عرضناه للسيد هانز ليمان إنما هو من قبيل اللغو لا أكثر ولا أقل؛فالبشر ليسو بكيانات فيزيائية فهم تاريخيون بامتياز لايقبل الجدل؛ومن ثم ستظل الدراما تنطلق من مبدأ غاية في البساطة هو:من فعل ماذا لمن؛ولاى هدف؟كما ستظل عملية الفعل الدرامى قائمة علي:لقد كانت الأوضاع بهذا الشكل؛ثم أصبحت بشكل مغاير؛وقد رايناها وهي تتحرك وتتغير.