900
900
مقالات

” المطارد “.. قصه قصيره

هل تشعر أن هناك من يعدو ورائك ويؤرقك أزيز أنفاسك ربما أنت مطارد

900
900

بقلم /عماد حمدي


يطبق بيديه علي المنبه ليخمد رنين كفيل بتغيير مسيرة يومه ،لا يستهلك سوي دقائق معدودة ليقف أمام باب الشقة،يشعر بسعادة غامرة وقد أوشكت خطته علي النجاح ،يحبس أنفاسه ينظر نظرة خاطفة ليتأكد أن غرف أولاده وغرفة نومه مغلقة تحبس وراءه سيل مطالب لا ينقطع يشعر بسعادة غامرة وهو يفتح مزلاج الباب لتصعد إبتسامة صغيرة علي شفتيه يضع أحدي قدميه خارج الشقة لكن صوت زوجته يهوي علي اذنيه :”في رسالة علي موبيلك بالحاجات اللي البيت محتاجها وكمان جهز 500 تمن دروس العيال “،يلقي بجسده داخل الاسانسير..
وقد سكن روحه كل معاني الامتغاص .
يدير سيارته بعصبية لينطلق بسرعة لم يحد منها رؤيته لسايس الجراج ينادي
عليه يشعر بدغدغة عجيبة وصورة السايس تتلاشي في مراة السيارة ،يدير الكاسيت ويتمايل باغاني العندليب الذي يعشقه ،يبطيء السرعة قليلا بعد أستجابة
لنداء جوع داهمه يتوقف بسيارته وهو يصارع تيار من التردد أن يداهمه امين شرطة ،لكنه يسكب مياه الطمأنينة داخل روحه فهو لا يزال في الصباح الباكر ونادرا ما يرتاد أمناء الشرطة هذا الشارع ،يدخل المطعم بسرعة ويخرج وشعور بالانتشاء فالفول شهي والطعمية ساخنة والمخلل كتير —يرتعد فجأة وهو يري أمين شرطة يقترب من سيارته —ينطلق بسرعة فليس في جيبه تكلفة أي نقاش
يصل إلي محل عمله –ليجد المدير قد وصل مبكراً –يستقبله المدير ابتسامة حارة علي غير العادة فتتحرك كل جيوش التوجس داخل نفسه –لكن هذا التوجس لا يدوم طويلاً فقد بادره المدير :”وكيل الوزارة —هيوصل بكرة وعاوزين الشركة تبقي مستعدة وأنت عارف بثق فيك قد أيه”—يغلق أذنيه عند هذه العبارة وقد عقد العزم أن ينصرف مبكراً –يجلس علي مكتبه وقد أصابه حزن –فثقة المدير لم تسفر يوماً عن علاوة أو تقدير —يتجه نحو رئيسه المباشر ويطلب منه “جواب تأمين صحي “،لكن رئيسه يناوله ورقة وهو يقول المدير عايزاك تعمل الحاجات دي والتأمين الصحي ممنوع النهاردة”
ينظر إلي ساعته التي اقتربت من الثانية ،ينهض من مكتبه ويتأهب للخروج من باب الشركة لكن صوت مديره يسبقه:”أوعي تنسي اللي طلبته منك .”،يشعر بخيبة أمل فلم محاولاته للهروب من كمين المدير،تقفز إلي ذهنه صورة رسالة
الواتس التي تركتها زوجتها ،يفتحها بتوجس ليدفن رأسه بين كفيه وهو يتمتم :”لله الامر من قبل ومن بعد “،ينطلق بسيارته ليجد نفسه يتوقف تلقائياً أمام سوبر ماركت ،تقطف يديه من الرفوف ما تسعفه به نقوده ،يصف سيارته أمام
العمارة وهو يتلفت يمنة ويسرة ،يشعر بسعادة بالغة وهو يدخل العمارة دون أن يلاحظه أحد ،يقترب من ألأسانسير يمد يده لفتح الباب ،لكن صوت أجش يصفعه
من الخلف :”كل شهر وأنت طيب يا بيه —أنا قلت أكيد مخدتش بالك مني وأنت طالع الصبح “.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى