900
900
مقالات

القمة العربية الصينية الأولى

900
900

بقلم / شيرين حمدي

مع تعاظم المصالح للدول ينمو معها الحاجة إلى تشكيل مستوى دبلوماسي أعلى مما كانت عليه فى السابق .
ومما لاشك فيه أن كل دولة تبحث عن أولويات تتيح لها أن تحقق معدلات نمو اعلى .. وهذا ما تفعله الصين حالياً
، أصبح تحقيق زيادة فى مؤشرات التنمية يمثل الأولوية القصوى للصين ، فلا شىء ممكن أن يتحقق دون تنمية ..
فنحن امام دولة يتضاعف عدد سكانها و يصل الى مليار وأربعمائة مليون نسمة.. إذا لم يستمر بالسعى فى التنمية فلن يحقق ما يصبو اليه وحلم “القرن الصينى ” المصطلح المقترن بالتنبؤ بأن اقتصاد الصين قد يتفوق على اقتصاد الولايات المتحدة ليكون الاكبر فى العالم.
وبالفعل القمة العربية الصينية الاولى مثلت مستوي أرقي فى العلاقات الدبلوماسية بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام ١٩٤٩ مشيرة الى بداية عهد جديد بينها وبين الدول العربية ،حدث مفصلي سيقود أوجه العلاقات لمراحل متطورة من التعاون نحو مستقبل أفضل ،وهنا سأقف عند كلمة الرئيس الصينى فى عقد القمة..
حينما أشار بأن الشراكة الاستراتيجية العربية الصينية قوية لا تنقطع ،وان المساواة والمنفعة المتبادلة قوى دافعة لا تنضب بل ويعد التعاون الصينى العربي القائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك نموذجا يحتذي به .
بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين ٣٠٠ مليار دولار ، ورصيد الاستثمار المباشر ٢٧ مليار دولار ، وتم تنفيذ اكثر من مائتى مشروع فى اطار التعاون فى بناء الحزام والطريق،
كما ان ربع انتاج الطاقة سواء النفط او الغاز من دول الخليج
تحصل عليها الصين فى المقابل تمدهم بضخ العائدات الاستثمارية و المعرفة التكنولوجية وباسعار رخيصة عن الغرب ،ولعل ميزة ما تقدمه الصين انها توفر احدث التكنولوجيا كأنظمة الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية وخدمات ال5G بشروط مقبولة ..اما الغرب فهو دائما مستغل للمواقف فنجده يملى شروطه بشروط تعجيزية
وطبقا لتقرير مركز بيلفر للعلوم والشئون الدولية التابع لجامعة هارفارد ان الصين اصبحت اكبر منتج لتكنولوجيا المستقبل .
المسألة لا تقتصر عن التعاون الاقتصادى بل امتدت لأوجه التعاون العسكري ،تعاقدت الامارات مع الصين بمدها بطيران درون ومقاتلات L 15، وتعاونت مع السعودية على انشاء مصنع لتصنيع مسيرة CH طائرات بدون طيار الاستطلاعية القتالية على أرض المملكة ؛كما ان هناك تعاون لتطوير انظمة صواريخ بلاستية .
إن قيم الشمول والاستفادة المتبادلة اهم ما يميز هذه القمة ، يتبادلان فصلاً تاريخياً رائعاً من سبل التعاون المشترك
فالصين قوى صاعدة تريد أن تجتذب أكبر عدد من الحلفاء .
وإن جاءت الزيارة لتطبيق سياسية الكسب المتبادل فإنها أيضا قد تسحب البساط تدريجياً من الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط .

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى