القوة ..”الخشنة “
مقال بقلم / إيهاب شام
كل شئ فى حياتنا ثقافة.. السياسة ثقافة ،الإقتصاد ثقافة الرياضة ،ثقافة الفنون ثقافة ، الزراعة ثقافة ، التعليم ثقافة ، الإعلام ثقافة الى آخره من مجريات الحياة ، فالثقافة متداخله مع الناس بشكل كبير فى كافة حياتهم ، فيؤثر فيها ويتأثر بها فى سلوكة وتعامله مع المحيطين حوله ، ايجابا كان أو سلبا .
ولاشك أن الإهتمام بعملية التثقيف أو نشر الثقافة يتطلب إيجاد أفكار غير تقليدية ومبتكرة لإعادة تشكيل وجدان الناس ، والوصول به الى درجة كبيرة من الوعى عن طريق برامج فكرية وتثقيفية وفنيه تتماس مع عقله وتؤثر فيه بحيث تكون لديه الرغبة فى اكتساب هذه المعارف طواعيه ، فمثلا يجب طرح القضايا والمشكلات التى يعانى منها بشكل فنى أو درامى بحيث يتفاعل معها ، ويستطيع التعامل معها بشكل إيجابى ، مثل قضايا الثأر والأمية والجهل والحفاظ على البيئة ، واحترام ثوابت الأمة ، والإنتماء للوطن وغيرها ، هذا جزء من دور الثقافة الناعم مثلا ، الذى يكمن فى الدراما التلفزيونية ، والمسرح وكافة أشكال الفنون التى تغير الواقع الإجتماعى الى الأفضل ، بل الأكثر من ذلك فهى تعدل المزاج العام للأفراد وتجعلهم أكثر تفاؤلا وإقبالا على الحياة ،
وهناك أدوار أخرى لبقية مؤسسات الدولة كالتعليم والإعلام والأحزاب السياسية ورجال الدين والإقتصاد والرياضة وغيرها ،كل هؤلاء هم القوة الناعمة الحقيقية لأى مجتمع لو قاموا بدورهم فى عمليه جذب واقناع الناس دون إكراه ، وتجعلهم أكثر انتماءا الى وطنهم ويتحولون الى قوة ضاربة ضد فكر متطرف ، أو منظمات خارجية تحاول زعزعة استقرارهم النفسى والمادى والمعنوي ولا يتم ذلك الا عن طريق معالجات جديدة ومبتكره للعديد من القضايا التى تشغل بال الكثير من الناس هذه الأيام .
وأخيرا نتمنى ألا تتحول هذه القوة الناعمة الى قوة خشنة ، تزعزع تماسك المجتمع ، وتبتعد عنها بل تلفظها تماما ..
حفظ الله مصر.