مصر في عيون المداح
بقلم / دكتورة هبة الشرقاوي
أجمل شيء في المداح إلى جانب طبعا إبداع حماد هلال وبغض النظر عن الأحداث والجن وكل دة.. بشوفه دايما بيقدم مصر بشكل راقي وحقيقي جدا بعيدا عن مسلسلات القرف والبلطجة اللي ابتلينا بيها واللي قدمت صورة سيئة ومبتذلة وغير حقيقية عن مصر والمصريين.
تلاقي المداح في الفيوم فالمخرج المبدع ياخد كادرات خرافية للبلد بجمالها ولا مطلع مشهد مسيء للفلاحيين ولا كتاكيت ولا زحمة ولا أي صورة غير حضارية، تلاقي البنات هناك والستات حلويين فعلا ومصريات على حق حتى لبسهم محتشم وأسلوبهم راقي والبلد جميله وشكل البحيرة يجنن ودي بتظهر في كل داخلة على الأحداث هناك.. بيوت حلوة ونظافة وجمال بكر يخليك عاوز تروح تعيش هناك!!
ينزل على الصعيد فيجيب الأبطال في كادر تحفة وبيتهم على أجمل فيو على أروع نيل، وصعايدة بجد حنينين وطيبين وبيخافوا على بناتهم وبيحبوهم، وبنات محجبة ومثقفة وتخاف ربنا برغم الابتلاء ومافيش بقا عصبية وقرف من بتاع المخرجين التانيين اللي بيطلعوا الصعايدة متخلفين وأغبيا مع البنات ومابيفهموش ودة عكس الواقع تماما لأنهم فعلا أحسن ناس.
والتصوير في القاهرة في منتهى الجمال بليل القاهرة الساحر والنهار الحضاري الأنيق.
يروح يصور في سانت كاترين أو مرسى علم أو أسوان يجيبلك جمال الأرض وإبداع الخالق وقد إيه مصر رهيبة وجميلة وهي فعلا كدة .. وكل الستات في احترام ورقي وشياكة بعيدا عن التشويه المتعمد في المسلسلات الأخرى اللي بتبين الشارع وكأنه ساحة قتال والستات كلهم شمال!!
دة حتى عمل كدة في لبنان وجاب البلد حقيقي حلوة.. يعني مش بس في مصر.. ودة يثبتلك فعلا إن اللي عينه حلوة وقلبه جميل بيشوف الحلو قبل الوحش بخلاف مخرجين تانيين بيتفننوا في استخراج أسوأ ما في النفوس والواقع ويمكن يخترعوا الأسوأ اللي في خراب نفوسهم واللي مش موجود أصلا في الحقيقة!!
وكل دة في الأماكن العادية يعني لا جايب زايد ولا التجمع ولا زد ولا مدينتي ولا غيرهم من الأماكن اللي المفروض راقية.. مصور الشارع العادي بس بعين محترف لمصر الجميلة الراقية.
إلى جانب إنك لأول مرة بتشوف في الدراما شيخ أو رجل صالح يكون صالح فعلا وسريرته نقية وبيحب الخير للناس برغم سقطاته واللي بيتعرضله طالع طيب وشكله حلو وذكر ربنا عنده مش رياء ولا فيه صورة الشيوخ المقرفة اللي صدرتها الدراما للناس إنهم كذابين وأفاقين وفيهم العبر، وإن اللي مش ملتزم والمتحرر هو الصادق والحقيقي والمتصالح مع نفسه!
حتى في مظهره وشياكة لبسه وطريقة كلامه يحببك في الالتزام والذكر وصوته في القرآن تبارك الله وفي المدائح جميل لدرجة إنك تتمنى مايغنيش تاني أغاني عادية!!
بعيدا بقى عن فكرة البطل العربجي البلطجي اللي كل الستات بتحبه واللي مابيسيبش حاجة غلط مابيعملهاش ومقضيها منكرات والمفروض دة القدوة والنجم واللي بيكسب كل حاجة في الآخر!!
مسلسل بيبين المجتمع بجماله ومصر بحلاوتها وبطل حقيقي وكتابة واعية لأحداث قريبة جدا من الحقيقة بتبين إن المؤلفين فاهميين ومثقفين مش بس بيكتبوا أحداث وخلاص عشان تلميع النجم.
فشكرا بجد على اللوحات الجميلة دي ولو إني مش بتابع أي مسلسلات في رمضان ولكن العمل الجيد فعلا يستحق الإشادة ولو حتى شوفنا منه فقط لقطات على السوشيال ميديا فأي حاجة تجمل صورتنا احنا فعلا بنفتخر بيها.