نزار الجليدي يكتب : الكتاب الحدث في تونس.. ” دفاعًا عن الشعبوية “
قيس سعيّد و الاسلام السياسي ومستقبل اليسار " يلامس وجع المجتمع و كاتبه حسين الباردي يشرّح ظواهره السياسية
نزار الجليدي يكتب : الكتاب الحدث في تونس.. ” دفاعًا عن الشعبوية ”
قيس سعيّد و الاسلام السياسي ومستقبل اليسار ” يلامس وجع المجتمع و كاتبه حسين الباردي يشرّح ظواهره السياسية وخطابه
ضمن كتابه الجديد “دفاعًا عن الشعبوية”
قيس سعيّد و الاسلام السياسي ومستقبل اليسار
يعتقد الكاتب التونسي و الدكتور حسين الباردي .أنّ أحد الأهداف الرئيسية لكتابه” دفاعًا عن الشعبوية” هو تعويض مفرد الشَّعبوية بالجمع. حيث يعتقد أنّه لا وجود لـمصطلح “الشعبوية” في المطلق إلاّ لدى أعداء الشعبوية الذين يخلطون عن قصد بين الشعبوية اليمينية والشعبوية اليسارية بغاية اظهار الأخيرة كرديف للأولى ثم سرعان ما يقرؤون صلاة الميّت على الظاهرة بكاملها.
و الشعبوية هو التقاء تفريعات الشعبوية في اعتماد نفس التقنيات، لا سيما الخطابية، المعتمدة في سيرورة “بناء الشعب” و في الفصل الثالث من كتابه سمى هذه التقاطعات بـ”الحاوية الشعبوية”،وهو شيء شبيه بـ”النموذج المثالي” لدى ماكس فيبير، ضمنتها التعريف الذي اقترحته لهذه الظاهرة الكونية باعتبارها “منطق سياسي يسعى إلى بناء الشعب أفقيّا وعموديّا، انطلاقا من الأسفل وعلى قاعدة التمييز صديق/عدو، نحن /هم، عبر الاتصال المباشر أو الافتراضي بالجماهير باعتماد أسلوب خطابي مبسّط لا يهمل الوجدانيات ويطرح نفسه بديلا عن هيمنة الأحزاب السياسية التقليدية والنخب النظامية المتعالية التي غالبا ما تتجاهل المطالب الاجتماعية الشعبية أو تعجز عن تلبيتها، الشيء الذي يفاقم الأزمة العضوية للدولة والمجتمع ويرشّح قوى الهيمنة النقيضة على إزاحتها من السلطة”.
و بالاستناد إلى هذا التعريف يعتبر الكاتب أنّه توصل منذ 2019 إلى تشخيص ثلاث شعبويات تونسية على سبيل المثال وهي رئيسية مع اسقاط الشعبوية اللبرالية-الزبونية التي مارسها نبيل القروي (“حزب قلب تونس”) من مجال اهتمامي، ليس فقط لأنني اعتبرتها آيلة لا محالة للزوال، في شكلها الذي تمظهرت من خلاله، بسبب هشاشة جذورها التاريخية (في تونس) واصطناعيّة قاعدتها الاجتماعية، وإنما أساسا لأنني لم أفرّق بينها والشعبوية المشهدية التلفزية التي كنت قد توقفت عندها في الباب الذي أفردته لدراسة “نمط إنتاج الخبر وصناعة الرأي العام”. وهذه الشعبويات الثلاث هي : الشعبويّة السلفيّة الإسلامية، من خلال شعبوية سيف مخلوف و”ائتلاف الكرامة”، التي اخترنا تسميتها بـ”الشعبوية اليمينية-الدينية العدوانية”، وشعبويّة الحزب الدستوري الحرّ التي وصفناها بـ”الشعبوية اليمينية الماضوية-الدستوريّة”، وفي المقام الثالث شعبويّة قيس سعيّد التي هي خليط من متناقضات تتأرجح بين الثوريّة والمحافظيّة، سميتها “الازدواجيّة الشعبوية”.