عقبات التنين
بقلم / يوسف مصطفى حسن علي
حلت الحرب الروسية الأوكرانية على العالم مسببة دهشة في كثير من الدول و واضعة هذه الدول في موقع اتخاذ قرار إما بالتأييد لروسيا و الوقوف وراء سياساتها العسكرية و الاقتصادية.. او تأييد أوكرانيا أي التأييد الغير مباشر لحلف الناتو أو الحياد الصعب الى ان تنتهي الحرب. . إلا ان الحرب لم تقف عند هذا الحكم بل تسربت إلى بطون الفقراء والسنة المعارضين وعقول المفكرين وتصويت الفاعلين الدوليين.. فآسيا تشاهد وأوروبا تتأهب وأفريقيا تعاني ، وهذا ليس بحدث مستحدث فالواقعية تفرض تصوراتها و المثالية تتضرع للسلام والسياسة تمزج بينهما. . فما السيناريوهات التي ستمدنا بها الحرب هل ينتقل العالم الى ثنائية ام الى تعددية بفوز روسيا ؟
تذهب كثير من الانظار نحو الصين بأنها هي القطب الذي سيكسر معادلة الثنائية القطبية ، ولو تناولنا هذه القضية بموضوعية إن الصين تتمتع بقيادة حكيمه ذات توجه اقتصادي معتدل وموقف سياسي ظاهره الحياد وباطنه الانحياز. .وبيد هذا الموقف إلا أنها ستكون لها كثير من المصالح ستتعارض مع النفوذ الروسي ،وفي تصوري قد يكون ملف تسليح فيتنام بأسلحة روسية متطورة احد نقاط تعارض نفوذ الدوليين.. فعلى الرغم من وجود ملفات مشتركة كثيرة بين روسيا والصين الا ان العلاقات الصينية الروسية مبنية على المخاوف المشتركة اكثر من المصالح المشتركة. . وفي حقيقة الامر ما يمسك الصين عن كونها قطب ثالث عددة نقاط
أولا : النفوذ
اللافت في النظر ان نمو النفوذ الصيني في العالم قد انتقل إلى وتيرة اسرع منذ بداية القرن الحادي والعشرين ولاح مزاحماً دول النفوذ الأكبر في القرن العشرين فعلى سبيل المثال ازمة مطار عنتيبي الأوغندي الذي قد تفقد الحكومة الأوغندية ملكيته بسبب الديون الصينية ، أيضا كما يعلم الجميع الصين هي الممول الأول للسد الأثيوبي الذي لم ينجح إلى الآن في إنتاج أي طاقة يغدق بها المواطن الأثيوبي الذي ينقل الخشب قاطعا الوديان نازحا من الجبال مرْتَحِلاً بين الغابات لكي يوقد النار ويلتقم الطعام على حد الرواية الأثيوبية !. وكثير من الامثلة على نمو النفوذ الصيني في العالم التي احدثها قيام الصين بدور الوسيط في اتفاقية صلح بين السعودية و ايران بدون تواجد امريكي.. إلا أن هذا النفوذ في نظري لم يصل الى نفوذ قطب في النظام الدولي يستطيع أن يؤثر على صناع القرار في العالم و التاثير على الفاعلين الدوليين بالانصياع للسياسة الصينية.
ثانيا الصادرات العسكرية
القطاع العسكري الصيني إلى الآن لم يستحوذ على نسبة كبيرة في قطاع مصدرين الاسلحة في العالم وايضا ولم نرى تزايد ملحوظا في حجم الصفقات المبرمة .. ومن النقاط المهمة والمفصلية في الصادرات الصينية هي انها لم تقدم بديلا منافسًا للأسلحة الامريكية و الروسية ، فالصين لم تقدم بديل في سوق قطاع طائرات الجيل الخامس ما يمكن ان ينافس ويجاري f35 و f22 الامريكية كما فعلت روسيا بإصدار طائرة سوخوي٥٧ وعلى الرغم من إصدار الصين طائرة je20 الا انها لم تكن بجودة طائرات الجيل الخامس الامريكية و الروسية .
في خلاصة الامر افتراضية وصول العالم الى التعددية القطبية واردة وممكنة واقعيا ولكن ليس في الوقت الراهن .