بقلم /عبير درويش
استشارى أسرى ونفسى
ان حياة كل منا هى خليط من الآلام والتحديات والضغوط والابتلاءات والمشاكل غير المحسوب حسابها، والقلق من وقائع حدثت ووقائع لم تحدث، وأخرى جاءت فى غير الوقت المناسب.
وبين هذا الموقف وذاك، يبدأ كل منا في التعبير عن رفض ذلك الخليط … ذلك الرفض الذى يؤدي إلى مشاعر مختلفة، منها :
الخوف
عدم الرضا
اختلاف القيم، وغيرها.
كيف تتعامل مع هذا الخليط فى حياتنا وكيف نتفهم الآلام؟
تاريخ العظماء والأنبياء مليئ بالابتلاءات .. كانت الابتلاءات لها غاية وهدف، منها ما يعرف بـ “فلسفة الالم” أو “فهم الغاية من وراء الالم.”
الحب من أكثر الأشياء التى تتسبب لنا فى الآلام النفسية … تحدث تلك الآلام فى معظم الأحيان بسبب طغيان فكرة “التعلق” و “التملك” المرتبطين بفكرة “الخوف من الفقد” … ذلك الخوف الذى يشعرنا بمزيج من مشاعر الخوف والقلق والندم والإحباط والسخط معا.
الإحساس بالتملك والتعلق بما/بمن نحب في حياتنا هو السبب فى ذلك المزيج من المشاعر السلبية
فكلما خففنا من التعلق كلما خف ألم الفقد فى المستقبل .. كلما أدى ذلك إلى رؤية أوضح لايجابيات وحكمة ذلك الفقد.
عند ربط آلام الفقد بشئ ايجابي كالتفكر والبحث عن أسباب مقنعة لفهم ما يحتويه ذلك الفقد من إيجابيات، سيساعد ذلك -بالتأكيد- علي تقبله والتعايش معه.
يقال أن الفقد والألم ابتلاء، غايته أن نتعلم وننضج ونكمل حياتنا أكثر قوة وخبرة .. فإذا ما أضفنا “إيجابيات آلام الفقد” التى تفكرنا بها، سنجد أن هذا الألم قد يتحول لنعمة علينا قبولها ضمن النعم الكثيرة التى أنعم الله بها علينا.
التعايش مع الفقد وقبوله كنعمة رغبة منا فى الحصول على تمام نعم الله علينا كما قال: ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ، لهى صفقة ربانية رابحة بكل تأكيد: “تقبل الألم مقابل الحصول على النعم”.