السياحة في العصر الرقمي
بقلم / د. راندا رزق
الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة
السفر جزء من حياة الإنسان منذ أقدم حقبة تاريخية؛ حيث كان الإنسان يتنقل من مكان لآخر باحثًا عن مواطن توفر له ظروف بيئية وجغرافية تناسبه، وتحقق احتياجاته المعيشية.
وبما أن السفر هو جزء من الحياة فقد تنوعت أسبابه، وتعددت أهدافه وأغراضه، والجغرافيا البيئية والإنسانية دليل على أن الحل والترحال هو هدف بشري يكترث به كل إنسان.
ولقد نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراءـ مؤخرًاـ إنفوجراف يرصد خلاله توقعات فيتش سوليوشنز الأخيرة حول مستقبل السياحة في مصر خلال الفترة المقبلة حتى 2026.
ووفقًا لفيتش؛ سيتوافد على مصر 52 مليون سائح حتى 2026، أي نحو 11.6 مليون سائح إلى مصر خلال 2023، و13 مليون سائح في 2024، و13.5 مليون سائح في 2025، و14 مليون سائح في 2026.
وتتبارى المؤسسات الأكاديمية في مناقشة تلك المنظومة، ومن ثمَّ عقد معهد سيناء العالي للسياحة والفنادق مؤخرًا بمدينة رأس سدر، بمحافظة جنوب سيناء، في الفترة من 26- 28 إبريل 2023م مؤتمرًا عالميًا يناقش مستقبل السياحة في العصر الرقمي، مما يدل على أن الخطى المقبلة تتطلب مزيدا من مواكبة العصر والتركيز على جانب السياحة كعامل مهم للنماء الاقتصادي والتعريف بحضارة مصر العريقة، وهو ما يستدعي المزيد من المناقشات حول مستقبل السياحة والتراث في العصر الرقمي، والسياحة المستدامة، ومحاولة التركيز على التسويق التفاعلي للفنادق والضيافة وما يتعلق بها، والسياحة الداخلية والزيارات السياحية طويلة المدة أو صاحبة الأجل القصير، وكيفية إحياء الكنوز التراثية، ولعل ما تسلكه الدولة من أطر التنمية المستدامة، وإبراز الدور الحضاري والتاريخي لمصر في كل العصور والتركيز على الأدوار التاريخية وما يتعلق بها من مآثر وآثار، يعمل على شد الانتباه ودعوة تفاعلية للسياحة في الزيارات الموسمية والدائمة ليتعرفوا على التراث الحضاري لمصر هبة النيل.
وبخاصة أن مصر تمتلك تراثًا حضاريًا وطبيعيا وقدرات بشرية لا تمتلكها دول أخرى، ومن ثم فمستقبل السياحة في مصر لابد أن نسابق الزمن فيه فردًا ومجتمعًا ودولة، حتى تنطلق مصر إلى عوالم التقدم فى الصناعات الرقمية والابتكارية؛ لتوفير مصادر جديدة موسعة للدخل القومى، ولرؤية جديدة لمستقبل السياحة في مصر، وللجمهورية الجديدة.
