هل تنجح السوق العربية المشتركة فى قطاع الكهرباء؟
بقلم / حسام راضى الحرباوى
وقَّعت مصر والأردن والعراق عام 2017 اتفاقيتين لبدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائى فى خطوةٍ جادة نحو التكامل بين البلدان الثلاثة، ومن ثمَّ مد دول الخليج أيضًا بالكهرباء.
المشروع يهدف إلى تبادل الطاقة الكهربائية بين المناطق الشمالية والغربية من العراق والأردن ومصر، وكما نوَّهت إلى بلدان الخليج العربى، لتحقيق توازن فى إنتاج الكهرباء وإمداد الأسواق بالطاقة الكهربائية بأسعار منافسة ومعقولة.
ويتألف ذلك المشروع العملاق من محولات الكهرباء والخطوط الكهربائية، ويهدف إلى إمداد المناطق النائية فى العراق والأردن بالكهرباء من ناحية، ومن ناحية أخرى تحقيق توفير لمصر من الكهرباء المتاحة فى الإمكانية الفائضة.
تعمل الدول الثلاث، مصر والأردن والعراق، على تسريع عملية التنفيذ للمشروع وتحقيق الاستفادة القصوى من فوائده فى أقرب وقتٍ ممكن.
مشروع الربط المصرى الأردنى للكهرباء قائمٌ حاليًا، وقدرة الخط تُقدَّر بـ 450 ميجا وات على جهد 400 كيلو فولت، وجارٍ التنسيق لزيادة قدرته لتصل إلى 1100 ميجاوات.
كما أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، السبت، أن الربط الكهربائى مع الأردن يدخل حيِّز العمل بداية يوليو المقبل، بطاقة 50 ميغا واط عبر قضاء الرطبة إلى محافظة الأنبار، فضلاً عن الاتفاق مع الجانب السعودى على عقد الربط بين عرعر واليوسفية وإبرام العقد الاستشارى.
وزير الكهرباء والطاقة المصرى الدكتور محمد شاكر، أكد أن العمل ما زال مستمرًا بمشروع الربط الكهربائى بين مصر والمملكة العربية السعودية، ويهدف المشروع إلى تبادل قدرة كهربائية تصل إلى 3000 ميجاوات بين البلدين خلال فترة الذروة بتكلفة تصل لنحو 1.8 مليار دولار.
واستعرض الوزير المصرى، أمام أعضاء غرفة التجارة الأمريكية، أبرز مشروعات الربط الكهربائى بين مصر ودول الجوار ومنها الأردن وليبيا والسودان، وكذلك الربط المصرى السعودى، والربط مع اليونان وعرض للربط مع أوروبا عبر إيطاليا.
وفيما يخص الربط الكهربائى مع ليبيا يتم نقل الكهرباء بقدرات تصل إلى 100 ميجاوات للجانب الليبى على جهد 220 كيلوفولت، وتمت زيادته فى يناير 2020 لتصبح 150 ميجاوات، واقترحت القاهرة زيادة سعة الخط ورفع جهده من 220 إلى 500 كيلوفولت كمرحلة أولى لاستكمال الربط الكهربائى بين دول شمال أفريقيا، وزيادة قدرة الخط إلى 2000 ميجاوات.
كما قدَّمت مجموعة متخصصة مقترحًا لتنفيذ مشروع الربط الكهربائى المصرى اليونانى، حيث أبدت الشركة رغبتها فى تصدير قدرات تصل إلى 3 جيجاوات طاقة متجددة من خلال الربط المصرى اليونانى، وذلك بتكلفة إجمالية للمشروع تُقدَّر بحوالى 4 مليارات يورو مخطط تدبير 2 مليار يورو من الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى 1.5 مليار يورو يدبرهم المستثمر من بنك اليونان الوطنى، فضلًا عن 500 مليون يورو يتم تمويلها بالاشتراك بين الحكومتين المصرية واليونانية والمستثمر.
كما أن شركة سكاتك النرويجية تقدَّمت بمقترح للربط الكهربائى بين مصر وأوروبا، وأبدت رغبتها فى تنفيذ مشروع طاقة رياح بالشراكة مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء بقدرة 3 آلاف ميجاوات ونقل الطاقة إلى أوروبا عبر إيطاليا من خلال إنشاء شركة مشروع وسيتم تحديد نسب الشراكة بعد الانتهاء من الدراسة.
كما أن هناك مشروعًا آخر للربط الكهربائى بين العراق ودول الخليج، دخل حيِّز التنفيذ الخميس 8 يونيو/حزيران (2023)، وسط خطط بغداد لتأمين احتياجاتها من الكهرباء بالتزامن مع زيادة الطلب محليًا، وذلك بديلًا للغاز الإيرانى. ويمتد من محطة الوفرة فى الأراضى الكويتية إلى محطة الفاو جنوب العراق، بسعة تصل 600 ميغاواط كمرحلة أولى.