900
900
مقالات

د. محمد سالم الغامدي يكتب : العرب وحالة التشكل العالمي

900
900

بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل مايحدث في العالم من حالة تشكل جديد بدأت معالمه تتضح من خلال المتغيرات الجارية والمتسارعة التي أحدثت الكثير من التغير في ميزان القوى العالمية في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية وحتما سيتبعها الجغرافية أيضا فالعالم الأول منذ زمن يعيش حالة تسارع وتنافس في مختلف المجالات الحياتية عدا العالم العربي الذي لازال يراود مكانه فكرياً وسياسياً واقتصاديا عدا بعض الدول التي بدأت تحاول اللحاق بهذا الركب الذي اتسعت الفجوة معه بل تباعدت لكن هذه المحاولات بالرغم من جديتها إلا إن القوى الكبرى التي اتخذت من هذا الوطن – أقصد العربي – مصدراً لاينضب من الثروات المهدرة من قبل أهله ولعل هذه الحالة المتثاقلة حضارياً التي يعيشها الوطن العربي كانت نتيجة لأسباب متجذرة أدت إلى ذلك هذه الأسباب يمكن إيجازها فيما يلي :
– الحالة القبلية المتمكنة في مختلف مساربة بالرغم من حالة التمدن التي يعيشها لكن الفكر القبلي لازال يسيطر على سلوكاته ومعاملاته وأسلوب ادارته فأنظمة الحكم على سبيل المثال لا الحصر التي تعد رأس الهرم لازالت تحكم بمفاهيم الفكر القبلي وإن تغيرت أدواته وأساليبه ولازالت بعيدة كل البعد عن الأنظمة المدنية الحديثة التي تقوم على الديمقراطية وتكافؤ الفرض والعمل المؤسسي ونتيجة لذلك نجد أن تدرج الهيكلة من الأعلى إلى الأدنى تمارس نفس النهج.
– المنطقة العربية يتوفر بها كل المقومات الحضارية كالثروات فوق الأرض وتحتها والثروة البشرية كذلك والموافع الإستراتيجية التي تجعلها متمكنة من الحراك الإقتصادي العالمي لكن للأسف كل تلك المقومات مهدرة بسبب الفكر القبلي القديم الحديث .
– الفهم المغلوط للدين الذي نشره الفقهاء والمحدثون باجتهادات شخصية ومكذوبات أبعدتهم عن كتاب الله تعالى الذي لايا تيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي ينادي بالعمل والتقدم وإشغال الفكر والبحث والإنتاج عكس ما ينادي به الفقهاء والمحدثون الذين حولوا المسار الديني الذي أنزله الله تعالى في 600 صفحة وجعلوه ملايين الصفحات وأعاقوا بها مسار النمو الحضاري وتناسوا قول الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) وقول تعالى ( مافرطنا في الكتاب من شئ) وقوله تعالى ( وكل شيئ فصلناه تفصيلا)
– لاشك بأن معاهدة سايكس بيكو المشئومة التي خططت لتقسيم الوطن العربي بين القوى الأوربية في تلك الفترة قد تمكنت تماماً من تفكيك هذا الوطن الكبير وهدر ثراته لصالحهم ولعل المحزن أن الوضع لم يتبدل بل تمكن أكثر فتحول هذا الوطن الكبير إلى قبائل مدولة مدنياً كل شيخ يحكم ما يملكه من حدود .
ولعل الإنفكاك من هذه الحالة المستعصية لايتم إلا من خلال الإنفكاك من تلك الأسباب السالفة الذكر وعند ذلك فقط سوف يصبح الوطن العربي قوة عظمى بل سيصبح القوة الأكبر في العالم ولعل هذه المرحلة الزمنية التي يعيشها هذا التشكل العالمي هي الفرصة السانحة والمواتية لإحداث ذلك التغيير فهل يتم ذلك ؟ . والله من وراء القصد.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى