أذكرك
في يوم خريفي
كانت الغيوم قريبة من أفق الشارع الممتد
كأنها تلثمه في الشفة القانية..
ضاق بي المنفى
متى أرتحل!!
تقول أعبري ما تبقى من وطن
وأشعر أنك في الضفة الأخرى
ترتعش اشتياقا.
أذكر عينيك الحالمتين
شاربيك الدقيقين
وجهك الأسمر الدافئ
كنت نحيلا
وأقصر مني كثيرا
كنت أعانقك وأفتخر
أنني ارتفعت فوق أحلامك
وتبتسم لأن التي حملتها بين يديك ذات شتاء
محمومة مختنقة بسعالها
ورجوت الطبيب أن يسعف ” حبك الصغير”
صارت تسبق الريح إلى مفاتن الصبح
وترقص كالطير امتد جناحاه
كأشرعة السفن المهاجرة
أقرأ عينيك حين يضج بي الحب
تقول حين أغمس اللقمة في الصحن معك
” يكفيكي أن تكوني طيبة وحكيمة كأبيك”
هل أنت راض
وهل تظن أنني صرت مثلك طيبة وحكيمة
نداء مبهم الأصداء، مبحوح الرنين!
اترك تعليقك ...