بقلم / داليـــــــــا عــــــزت
إنطلقت الزغاريد فى كثير من البيوت المصرية لتعلن عن الناجحين فى الثانويةالعامة.
فى تاريخ مصر الإجتماعى منذ مايقرب من ستين عاما.. كانت إحتفالات النجاح لأغلبية المصرين من الطبقات البسيطة بإقامة ليلة لأهل الله أو مايعرف بختمة.. يدعو فيها والد الناجح الأقارب والجيران والأصدقاء.. تقدم لهم أكواب الشربات..وكان هو المشروب الرسمى للمناسبات السعيدة .. يلتهمون الثريد أو أرغفة الفول النابت كلا حسب سعتة المادية.. يرتل الشيخ حافظ كتاب الله جزء من القرأن لتنزل البركات وتحل الملائكة ضيوفا كرام.. ثم يأتى الإنشاد فى مدح الرسول وال البيت ، بصوت عذب تتمايل معه الروؤس طربا وانسجاما بلا مزمار أو كمان.. مشهد سجلته السينما المصرية فى فيلم رصيف نمرة 5 ، عندما اقام فريد شوقى ( خميس ) ختمة لنجاح نجله (عليوة ) عام 1956.
وتمر السنين وتتلاشى تلك العادة التى كانت تعكس فطرة المصرين الدينية وعدم إكتمال فرحتهم إلا بذكر الله ، وتحل المشروبات الغازية بدلا من الشربات.. والجاتو ومخبوزات الفرنجة بدلا من طعامنا الأصيل.. واغانى النجاح تصدح فى كل بيت بداية باغنية الناجح يرفع إيده وصولا لصخب المهرجانات.. هذا التحول الإجتماعى رصدتة السينما مرة أخرى فى فيلم ( خليل بعد التعديل ) عام 1987 فى مشهد دخول البطل بيته منزعجا ليجد مقرىء أزهرى المظهر يرتل آيات من الذكر الحكيم، احضرتة الزوجة الريفية إحتفالا بترقيتة.. فيسأل زوجته ( مين مات ) هكذا أصبح المقرىء رمزا للجنائز بعدما كان شيخا للفرحة.
إن مصر التى أخرجت اجلاء المشايخ مثل عبد الباسط عبد الصمد ومحمد رفعت ومحمد صديق المنشاوى.. والمبتهلين كالنقشبندى ونصر الدين طوبار وغيرهم كثير ، مازالت ولادة.. ولديها حفظة القرأن والمنشدين من الأجيال الجديدة.. فمالمانع من دعوتهم لبيوتنا وإحياء مظهر محترم لأفراحنا يعبر عن تراثنا وحضارتنا .