حكاية «جبل التجلي» أو «الجبل المدكوك» في سيناء المباركة.. أرض الخير المصرية
بقلم/ ياسمين عبده
اعتادت سيناء أن تكون «كوة» ينفذ منها شعاع الأمل الذى يبدد الجهل الوثني المقدس، وهي أغلى وأطهر أرض في العالم بسبب قداستها الدينية.. توالت عليها الأزمنة والهجرات المتنوعة.. شأن طبيعتها الخلابة من جبال وبحار وأودية وكهوف وعيون وسهول وهضاب، فكانت لديها القدرة دائماً على فك الأقواس وإعادة الصياغة وإضافة الفكرة الجديدة إلى متن نصها الأصلي المصري الصميم.
يقع «جبل التجلي» أو «الجبل المدكوك» بين قمتي جبل موسى وجبل كاترين، في مدينة سانت كاترين جنوب سيناء، وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي تجلى فيها الله، وتجلى الله على الجبل عندما سأل النبي موسى ربه أن يراه، كما ورد في سورة الأعراف {وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِي وَلَٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوۡفَ تَرَىٰنِيۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكّٗا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقٗاۚ فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}
وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في المواقع الأثرية بجنوب سيناء، في تحقيقه الأثري لرحلة خروج بني إسرائيل بـ سيناء، أن الجبل يمثل المحطة الرابعة لـ بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر وعبورهم البحر الأحمر عند نقطة الشط حاليًا ثم عيون موسى التي تبعد 35كم عن نفق أحمد حمدي، حيث تفجرت الاثنى عشرة عينًا ثم منطقة سرابيط الخادم حين طلبوا من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلهًا، ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس الذى عبدوا بها العجل الذهبي بمنطقة قريبة من البحر حيث نسف العجل بها ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبي الله موسى ألواح الشريعة.
ولأن بني إسرائيل قوم اعتادوا الذل والهوان لم ينفذوا أمر الله بالدخول إلى الأرض المقدسة، فعاقبهم الله على ذلك بالتيه في الأرض أربعين سنة {قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين}
وهكذا كتب الله التيه على بني إسرائيل.