بقلم / عزت سمير
رئيس محكمة الجنايات
يقيناً وصدقاً وحقاً ، فإن كل من تملكه الإحساس والشعور واليقظة فهو يعيش ويحيا بفيض فضل الله وأنعمه ، وأن كل من تمكن منه اللا إحساس والتبلد و الغفلة فهو يعيش ويحيا في إسهاب غضب الله ونقمه ،، فصدقاً قال الرسول الكريم صلوات الله تعالي عليه وسلم ” إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما فى الرأس ” ،، فكما يألم الرأس يألم الجسد لما في الرأس ، هكذا هو حال المؤمنين حال الصادقين حال المخلصين ، في صفة لا تتأتي إلا لهؤلاء اللذين بين جنباتهم سمات الأقوياء وصفات الأنبياء ، اللذين في صدورهم نبت الأتقياء الأنقياء ، اللذين في عقولهم ترسخ الفرساء النبهاء ،، فالإحساس لا يتأتي لضعيف جبان ، ولا يتأتي لعاص مغرض ، ولن يتأتي لأبله غافل ، فالفراسة لا تؤتي لعاص والنباهة لن تكون لغافل ،،
ومن هنا تكون البداية ، بداية التفكر حول المراد ، فالكل يبغي الحياة ويتوق لأنعمها وخيرها ، ولكن هناك من يسير إليها بفيض فضل الله وأنعمه في إحسان للآخرين وإحساس بهم ، ومنهم من يميل إليها وقد إبتغي مراده فيها دون إحساس أو شعور بالآخرين وكأنه يجسد دوره في حياة الغابة بالخسيس المغرض الجبان ،، فكم رأينا ورصدنا وتعاملنا مع من إفتقدوا روح الإخلاص عند معاملاتهم والتي كان تواصلهم فيها مجرداً من كل إحساس أو إخلاص بل كان جل تواصلهم هو تحقيق مأربهم من وراء خبيئتهم ، وكم من خيبات شعرنا بها من جراء فعل الهؤلاء ، فكم تألمنا وكم حزنا وكم تأثرنا ،،،
ولكن هاهنا أقول : نعم تألمنا نعم حزنا نعم تأثرنا لأننا نعيش ونحيا بفيض فضل الله وأنعمه بإحساس الشعور والضمير والإخلاص ، بينما يعيشون هم في نقم العيش وغفلته لا شعور لهم ولا إحساس لينالوا خيبة الرجاء وسوء اللقاء ،،،،
نعم فيقيناً وصدقاً وحقاً أقول : ” الإحساس نعمة وإنعدامه نقمة “.