قصاصات فكرية
بقلم / عزت سمير
رئيس محكمة الجنايات
” إنا لله وإنا إليه راجعون ”
هذا الإقرار وتلك المناجاة الواردة بآيات القرآن الكريم من كلمات الله چل چلاله في علاه ، إنما هي من العبارات المريحة والتي ينطقها العبد ويناجي بها ربه حبيبه ليقر فيها بحق العبودية لله وبيقين الرجوع إلي الله وبأن الأمر كله ، خيره وشره إنما بيد الله ، وأن يقين العبد المؤمن هو ما يستقر في وجدانه وبين جنباته ويمتلئ بها كيانه ، هو أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير ،، فهذا هو اليقين وهذا هو الإيمان وهذا هو الإستبشار الذي يجب أن يعيش عليه العبد ويحيا ،،،
ومن هنا أقول في تلك القصاصة القصيرة كلماتها ، الكثيرة معانيها ، بأنه ليس الإسترجاع للواحد الأحد عند نزول المصيبة وفقط ، ولكنه أيضاً عند الشعور بالظلم ، وعند الشعور بالسعد كذلك ،، فالعبد عندما تلم به المصائب أو يحل به الظلم أو تنزل به نازلة السعادة والسرور ،، فعليه أن يسترجع إلي مولاه ، لأن دوام الحال دوماً هو من المحال ،،
ولكني أقول في قصاصتي تلك وأتوجه بها إلي كل من يفترض فيه العدل وصفاته ، الرحمة وسماتها ، الرعاية ودعائمها ،، أقول له إنا لله وإنا إليه راجعون في عدالتك إن لم تعي وتعدل ، أقول له إنا لله وإنا إليه راجعون في رحمتك إن لم تحتوي وترحم ، أقول له إنا لله وإنا إليه راجعون في رعايتك إن لم تستوعب وترعي ،،،
فكل من تولي حكماً أو قضاءاً ولو علي أسرته بين أبنائه ، فسارع للقضاء فيه دون علم أو بهوي فأقول له إنا لله وإنا إليه راجعون ،،
وكل من إمتلك زمام الرحمة ولو بين أعدائه ، وسارع بالتجبر في غير موضعه فأقول له إنا لله وإنا إليه راجعون ،،
وكل من تولي مسؤولية الرعاية ولو بين أقرانه ، وسارع في إهمالهم فأقول له إنا لله وإنا إليه راجعون ،،
إنا لله وإنا إليه راجعون في عدل مات ورحمة أنكرت ورعاية أهدرت بفعل الهوي والفصل بغير علم ممن يفترض بهم العلم ،،،،
تلك هي قصاصتي وتلك هي آلامي بل وتلك هي مناجاتي وبشارتي بين أيدي الله ، لأطمئن بها القلوب ، كل القلوب ، المصاب منها والفائز فيها سواء بالأطراح أو الأفراح ، بأن الأمر كله بيد الله ، ومن ثم أقول ” إنا لله وإنا إليه راجعون ”