أصل حكاية «مسجد الطباخ»
بقلم/ ياسمين عبده
يقع المسجد فى حي عابدين، محافظة القاهرة..
تم إنشاء مسجد «آقوش» على يد الأمير جمال الدين آقوش الذي كان مسؤول عن القصور السلطانية في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب.
ولأن السلطان كان يثق في الأمير آقوش أعتمد عليه في كثير من أمور الحكم، لدرجة أنه عينه في نيابة الكرك، وعندما أعتزل السلطان قرر الذهاب إلى الكرك ليكون بجانب الأمير آقوش، ثم رجع إلى السلطنة مرة أخرى وأستقر معه آقوش في مصر وبنى مجموعة من المباني بالإضافة إلى هذا المسجد “مسجد آقوش” ولكن من ماله الخاص.
وبسبب خلاف حدث بين آقوش وبين السلطان أستغل المغرضون الخلاف بينهما وعملوا على استمراره فزادت حدته، ثم قام السلطان بسجنه في الإسكندرية حتى مات بالسجن ثم تعرض المسجد للإنهيار والهدم.
في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون قام بتكليف أحد أبرز المقربين منه، وهو طباخه “الحاج علي” ، ولأنه كان تاجراً ثرياً فقد قام بتجديد المسجد على نفقته الخاصة، لذلك سمي بـ “مسجد الطباخ”
ثم تولى الحكم السلطان الكامل سيف الدين بن الناصر قلاوون، واستمع لوشاية المغرضين الذين كانوا ساخطين على الحاج علي لقربه من السلطان، فقام بطرده من المطبخ السلطاني، وصادر أمواله. وأُهمل المسجد مرة أخرى.
في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني تم إعادة بناء المسجد، وقد وثقت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1889 ذلك بإشارتها أنه كان مكتوب على عتبة المسجد العمومية ما يدل على ذلك. وفي عام 1900م قررت لجنة حفظ الآثار العربية في تقريرها الذي حمل رقم 76 عدم تسجيل المسجد ضمن الآثار.
جدد المسجد مرة آخرى في عهد السلطان فؤاد الأول وترك شريطاً كتابياً يشير لذلك، نصه: “جُدد هذا المسجد في عصر صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم سنة 1350هـ”.
ورغم كل ما فعله السلطان من مصادرة أمواله وإزالة أسمه، ظل المسجد يحمل إسم «الطباخ».
