900
900
مقالات

“الهدنة” إنتصار للمقاومة سياسيا.. وإنكسار للإحتلال

900
900

بقلم / ريم بالخذيري
رئيسة المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط

في إسرائيل يوجد شق كبير من الرافضين التعامل و التحاور مع حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة .وحكومة نتياهو نفسها كان هدفها المعلنة من حربها على القطاع هو تطهيره من المقاومة وفق تصورهم .
لكن ما حدث في هذه الهدنة هو كسر قاعدة اللاتفاوض مع حماس التي تشترطها إسرائيل وقد لعب ملف الرهائن الدور الكبير .وبالتالي فحماس تفاوض العدو وان عبر وسطاء كطرف سياسي وازن.
و بالتالي فان كسر هذه القاعدة سيكون لها ما يتبعها من خطوات على الخيار ذاته، وهو من الناحية السياسية بالغ الأهمية للمقاومة بإقرار شرعيتها وتمثيلها، وثانيا إمكانية القبول بالأدوار السياسية المستقبلية لها في المعادلة الفلسطينية.
كما أنّ هذا الاتفاق كسر لاءات نتنياهو وحكومته، عندما قال لا رفع للحصار ولا وقف لإطلاق النار إلا بعودة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، وبالتالي هنا يمكن أن يسهل أي خطوات وجهود دبلوماسية مقبلة لاستكمال باقي الملفات فيما يتعلق بالصفقات التالية أو خيارات انهاء العدوان.واتفاق جديد يخص وقف اطلاق النار.
هذا الاتفاق أيضا سيمنح الأطراف الوسيطة الى تعزيز الدور الدبلوماسي، وسيتقدم هذا الدور على العسكري، بمعنى ستكون الأطراف السياسية معنية بتعزيز دورها وانجاح ما بدأت به وصولا إلى وقف الحرب.
شروط المقاومة بالصفقة سواء بأسماء الأسيرات والأطفال المنوي الافراج عنهم، أو شمولية وقف اطلاق النار، وادخال المواد الاغاثية لكافة قطاع غزة، يعبر عن نقطة قوة لدى المقاومة، والقبول الإسرائيلي بها يعني إدراكه عدم القدرة على بالمضي قدما دون الجلوس للتفاوض.
السؤال الذي سيطرح في داخل إسرائيل وخارجها،هو أنه لماذا رفضت الهدنة طوال 47 يوما، وقبلتها اليوم .
الإجابة هي صمود المقاومة و ادراكهم أنّ تحرير الرهان لدى المقومة امرا مستحيلا بالقوّة.
وقد يستغل الاحتلال هذه الهدنة محاولة لتفعيل شبكاته الاستخباراتية في الميدان، أو من خلال الوفود الإعلامية أو الدولية التي قد تدخل للقطاع ضمن أيام التهدئة علها تحاول أن تصل لمعلومات تفهم من خلالها شكل وطبيعة تفكير المقاومة الميداني وبالتحديد بملف الأسرى، لأنها قد تعتبر أن هذه الصفقة قد تفتح لها فرصة لتحرير أي أسرى آخرين وهو ما تسعى له عله يرفع من شعبيتها ويزيد من الثقة بجيشها”.
ومن الوارد ان تتعرض الهدنة الى نكسة اذا ما تحصل الاحتلال على صيد ثمين، وهذا كررته إسرائيل في تجارب سابقة، ورغم وجود الوسطاء وغيرهم إلا أنه في نهاية المطاف إسرائيل ستبحث بأي طريقة عن أهداف يمكن لها أن تقدمها كأوراق نجاح.
أمّا المقاومة فهذه الهدنة ستمكنها من استرداد الانفاس و إعادة تنظيم الصفوف بناء على الانتشار العسكري الإسرائيلي في غزة.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى