مقال / داليا عزت
لا علاقة لى بكرة القدم من قريب ، بينما المحها من بعيد فى حال إذا لعب المنتخب المصرى ، أهلاوية على ملة أبى بالفطرة ، لا أهتم بمتابعة اخبار الرياضين.. ولكن ماأثار حفيظتى هو الضجيج المحاط به اللاعب المصرى محمد صلاح ، والذى يعكس ثقوب فى شخصية البعض من المجتمع المصرى .
فالتحامل الشديد عليه حينما التزم الصمت تجاه القضية الفليسطينية ، أو التضامن بكلمات لم ترضى الجماهير ، وماتعرض له من انتقاض لإستظلالة بشجرة الكريسماس محتفلا بالعام الجديد ، أو التشكك فى إصابته وعدم ولائة للفريق الوطنى , هذا العدوان يفسره علماء النفس الأجتماعى بنظرية ( الإزاحة ).. فحينما يفشل الفرد فى تحقيق انجاز ما ، يصب فشله على اخر ناجح ويكون ذلك على صورة إنتقاضات بهدف إيذاء الناجح نفسيا وإصابته بالإحباط..
ويرجع ذلك للتنشئة الإجتماعية الخاطئة ، القائمة على عدوانية الحوار والإعتمادية ، علاوة على المقارنة الإجتماعية الدائمة بينه وبين الأشخاص المتقدمين عنه فى كل شىء.. فلا يكن امامه سوى هدم الناجح طالما لم يستطع بناء نفسه ، يساعده على ذلك ثقافة البيئة المحيطة به ، فعلى سبيل المثال تفشى ثقافة الثأر والأنتقام فى الصعيد تفوق ثقافة التسامح .
العلماء يؤكدون أن شخصية الفرد فى المجتمع تظهر عند
(الأنفعال )وكلما سيطر الأنسان على إنفعاله تبينت مدى أخلاقة ومدى صلابة شخصيته من ضعفها وكشفت عن بيئته..
لذا اوصانا النبى محمدصلى الله عليه وسلم بضبط النفس ففى الحديث الشريف (ليس الشديد بالصرعة ، انما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب )
وهؤلاء المحسنين لهم مكانة عند الله بحسب الأية الكريمة 134 من العمران
( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
الخلاصة حملة الهجوم التى وجهت للاعب محمد صلاح ماهى إلا إنعكاس تصدع أخلاقى ونفسى فى بنية فئة عريضة من الشخصية المصرية ، لا يقع ضررها على شخص بقدر مايقع ضررها النفسى على جيل يربى جيل آخر على نفس المساوىء الهدامة.. ولكى نرأب هذا الصدع يجب أن نرجع للتحلى بأخلاق الدين.