900
900
مقالات

موعد مع القدر – ٣

900
900

بقلم /محمد حسين

لكل مسار من مسارات الحياه مصير مجهول فكل ما نتخذه من وجهات لمساراتنا له نهايه قد تشكل منحنى لحياه طويله تحمل في طياتها انكسارات ونجاحات حيث تتمسك بالنهايه مهما كانت …..

كان حسام غارقا بأفكاره فكيف سينجو ومن معه وسط المجهول المترامي الاطراف …ولكنه ام يكن يعرف السبب وراء تلك الراحه والهدوء التي تجتاحه كلما نظر لتلك الفتاه الجميلة التي أضاف الحزن لتفاصيل حسنها رونقا خاصا ….فأخذ على عاتقه زمام المبادرة بقص الأحاديث الطويلة التي لم يكن هو نفسه ينصت لما يقوله ولكن فقط ليخفف وطأه الموقف على الصغير /كريم / والجميله /حنان/….كانو يسيرون دون هدى يأكلون مما يصادفهم من ثمار بعض الاشجار ويرتون من مياه بعض ما شكلته مياه الامطار من أحواض صغيره متناثره …. ووسط هذا الضياع والخوف بدأت تتسلل لقلب حسام مشاعر مختلطه من الحب ونكرانه لحنان ……بدأت تتوالى الأيام والليالي مخلفه معها شعور اليأس الذي بدأ ينهش بنفس حسام ومن معه …وقبل ان يستسلموا لليأس وتبعاته ….لاح بصيص أمل يبعث الراحه بعد طول إنتظار …أصوات السيارات والشاحنات وصلت لمسامعهم لتنتشلهم من وسط الضياع والهلاك …فأسرع حسام الخطى ومن خلفه كريم وحنان إلى أن وصلوا لطريق يعج بالسيارات ذهابا وايابا …وكانت سعاده لا توصف بالنسبه لمن شارف على الموت وسط المجهول …حاول حسام أن يوقف إحدى السيارات ولكن بتلك البقعه الجغرافيه كان منظر رؤية المهاجرين أمرا اعتياديا ويوميا …وبعد عناء وبرهه من الوقت توقفت إحدى الشاحنات الكبيرة …وبلغه أجنبيه سألهم سائقها : الى أين تريدون الذهاب ولأن حسام كان ملما لبعض من اللغه الانكليزيه اجابه بصعوبه محاولا شرح ما حدث معهم ..صمت السائق كمن يريد ان يستجمع افكاره …ثم قال سأوصلكم لمكان معين بعدها لا أستطيع أن أتقدم بكم لأني قد أصادف إحدى الدوريات التي تبحث عن من يتسللون عبر الحدود من المهاجرين …. ركب الثلاثه مع السائق الذي كان كثير الكلام ولم يكونوا يأبهون عن ماذا يتحدث وبعد ساعه من الوقت توقف فجأه وقال : هذه آخر نقطة قد أستطيع حملكم فيها ولكن توجهوا عبر هذه الغابه وبعد مسافه ليست ببعيده ستكونون على الحدود الصربيه وانتبهوا من الدوريات الجواله التي تجوب المكان …واعطاهم بعض الطعام
والماء …

ومن جديد شقو طريقهم وسط الغابه نحو ما اشار اليهم السائق الطيب …وبعد مسير طويل بدأوا برؤيه الحدود من البعيد … وكان حسام قد شعر ببعض الطمأنينه لانه خرج من وسط الضياع واصبح يعرف وجهته من جديد وهو يجول بأفكاره سارحا استوقفه متسمرا بمكانه صوت اجش مخيف /قفوووا/ وإذا برجال البوليس قد حاصروهم من كل الجهات وعلى عجل امسك بيد حنان واحتضن كريم الصغير منتضرا مصيرا جديدا ………

يتبع……..

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى