الأقصر.. من له مثل أولياتي ومجدي
بقلم: محمد جمال موسي
لاتكاد تشرق شمس إلا ونري إنجازاً عملاقاً جديداً في مصر، فإذا حل علينا المساء عُدنا لنري إنجازاً آخر، وحينما نراه ينتابنا نوع من الفخر والسعادة بما يحدث في مصر الحديثة
ثم نردد كلمات الشاعر حافظ إبراهيم من قصيدته التي أبدعت بغنائها كوكب الشرق أم كلثوم:
“وقف الخلق ينظرون جميعاً
كيف ابنى قواعد المجد وحدى
وبناة الاهرام فى سالف الدهر
كفونى الكلام عند التحدى
انا تاج العلاء فى مفرق الشرق
ودراته فرائد عقدى
إن مجدي في الأوليات عريق
من له مثل أولياتي ومجدي”
فإفتتاح طريق الكباش بالأقصر تلك الدينة العريقة قد تم تدشينها كأهم مدينة أثرية في العالم، وكواحدة من أهم المدن السياحية.
“من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل” وهل مثل مصر من يملك هذا الماضي العريق، ها هي مصر، وها هي الأقصر الرائعة التي تظهر أمامنا بثوب جديد وجميل وتقول من له مثل أولياتي ومجدي، هل من منافس؟ ليس هنا منافس يا دُره المدن الأثرية يا أعرق المعابد.
يتجدد الفخر بعظمة مصر وحضارتها ونحن نشاهد البر الغربي للأقصر الذي أبدع القدماء المصريين في إختيار أرضه المرتفعة نسبياً مقراً لمقابر ملوكهم وملكاتهم لحمايتها من فيضان نهر النيل، فالقيادة السياسية تسعي للتتألق مصر الأثرية وتزيل غبار الإهمال عن تلك الأثار الجميلة، ليأتي إليها الزوار من كل أرجاء الأرض ليروا معالم تلك الحضارة العريقة ويشاهدوا الأقصر الجديدة بعد أن تحولت إلي أكبر وأغني متحف أثري مفتوح في العالم.
فالأقصر نافذة جمالية من الطراز الفريد بما تتمتع به من منظر حضاري متميز، ويتجسد التاريخ علي هذة الأرض العريقة مسجلاً إياها مهداً للحضارة المصرية، فهي تمتلك أثار تعد بمثابة شاهداً علي مختلف العصور التي أذهلت العالم ومازالت تعرض كل جديد لكل العالم.
أنا علي يقين بعد مشاهده الإفتتاح الرائع لطريق الكباش، والحفل المدهش لنقل المومياوات الملكية أننا اتجهنا إلي الإهتمام بتلك الماضي ليتشكل لنا وعي سياحي، وتذكرت هنا اقتراح لصديقي العزيز كبير الأثريين الدكتور مجدي شاكر في حواري معه في عام ٢٠١٩م “مصر قبلت أن تكون بلد سياحي فلماذا لا يوجد منهج عن الأثار ليعلم الطلاب السياحة؟ لماذا لاتوجد مادة دراسية عن الأثار السياحية الخاصة بكل محافظة، بمعني أن كل طالب يدرس أثار محافظته، طالب محافظة الاقصر يدرس أثار الأقصر ، طالب محافظة الجيزة يدرس أثار الجيزة، طالب محافظة القاهرة يدرس أثار ومعالم القاهرة، طالب محافظة الأسكندرية يدرس معالم الأسكندرية، حتي يتشكل وعي سياحي لدينا ووعي أيضا في كيفية التعامل مع السائح.
حقاً مصر تهتم بماضيها لبناء مستقبلها وتحقق إنجازات عظيمة في مجال السياحة، لأنها مصدر دخل سريع تجلب الأموال والعملات الأجنبية، في النهاية مصر بلد سياحي عريق، فيجب أن تهتم بالوعي السياحي والتعامل الجيد مع من يأتي لزيارة تلك الأثار والحضارة القديمة.