عبدالعزيز الشدوي يكتب : كم عمرك الحقيقي؟
سؤال تبادر إلى ذهني حاولت أن أجد له إجابة مقنعة دون جدوى فأي عمر ترى أنه يمثل أعمارنا الحقيقية؟؛ أهو فترة طفولتنا التي نحن اليها بين فينة واخرى بحكم قلة المسؤوليات؟؛ أم فترة الشباب التي بدأت تتشكل فيها انماطا لنا من العلاقات الاجتماعية المتنوعة ايجابا او سلبا؟؛ ام فترة الشيخوخة وما سيتخللها من تشكيل حياتي ربما نخطئ حتى في تقدير كينونته لاحقا كونه ذو خصائص ترتبط بالمرحلة ومتطلباتها؟؛ وفي خضم تلك الفترات من الطفولة الى الشيخوخة تظل اعمارنا والتي هي في حقيقة الامر دقائق موزعة بين رضانا عما توزعت فيه أو إليه.
توصلت إلى نتيجة أن لا أحد يملك جدولا يستطيع من خلاله قياس عمره الحقيقي وحتى وان وجد لذلك القياس امكانية رقمية سيظل الحكم بمستوى الرضا أمرا يخل بالتقدير مع اختلاف فترة الحكم عليها؛ وكمثال لذلك فإن ما يعتبره البعض اليوم من قضاء ساعات طويلة بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي أمرا طبيعيا ومقبول بحكم المتغيرات التي حتمت هذا الوضع؛ لن تكون هي نفس النظرة مع تقدم العمر بل ربما يعتبره آنذاك عبثا عمريا ذهب وولى وكان بالإمكان إلا يكون كذلك؛ وهكذا فإننا نصبح عاجزون عن تقدير أعمارنا الحقيقة وقناعاتنا بها وفق مقياس الرضا لكل مرحلة.