د. محمد كامل الباز يكتب : لا تُساكن
دائماً ما كنا نسمع قديمًا أنه من العقل ألا تستنزف جهدك ووقتك فى الدفاع عن أشياء مضمونة ( عادة يوصي لاعبي الكورة أن يدخر مجهودة ولياقته للاوقات العصيبة فى المباراة والا يضيع جهده فى الأوقات والفترات الأسهل)
لكن تبدو تلك القاعدة وهذه النصيحة قد بال عليها الزمن ولم تعد صالحة للاستخدام الآدمي، أصبح من الضرورى بل الواجب الأن، إنفاق الوقت والجهد على أشياء تبدو مضمونة وقواعد تبدو من الأصول؛
ظهرت علينا فى الأيام الاخيرة دعاوي من قبل بعض الإعلاميين والمثقفين والفنانين تدعو لشيء يبدو جديد علينا إسمه المساكنة، بما أنني أبدو قديمًا نوعا ما عما يحدث على مواقع التواصل لم أفهم معني الكلمة ولكن العنوان بدي كأنه شىء جميل، حيث طلب هؤلاء المثقفون بضرورة المساكنة قبل الزواج وذلك لتجنب ارتفاع نسب الطلاق، لضمان الاستقرار للحياة الزوجية، تفاءلت بالأمر وظننت فيه الخير، لكن……
بعدما أخذت اقرأ فى التفاصيل ضاق صدري وشعرت بغثة لم أشعرها في حياتي قط، كانت الصدمة والفاجعة الكبري إذ كان يقصد هؤلاء المثقفون المتنورون بالمساكنة، التجربة الحميمية والعلاقة الزوجية ولكن قبل الزواج !!
أين ذهبت حُمرة الخجل من نساء تخرج علينا علنا على الشاشات تصرح بهذا ؟؟
أين ذهبت الأخلاق والقيم من هؤلاء الذين يبيحون صراحة علاقات خارج نطاق الزواج،
أين ذهبت الرجولة والنخوة فى رجل واتحفظ على كلمة رجل فهو لم يتعدى مرحلة الذكورة ليخرج علينا يؤكد أنه مستعد أن تساكن ابنته الرجل الذي تحبه فترة قبل الزواج كي لا تفشل فى حياتها الزوجية !! هل هذا تجرى في عروقه جينات الرجال ؟
هل هذا يُستأمن من الأصل على تربية أبناء؟
والله إنه عار علينا أن يحدث فى مجتماعتنا الشرقية مثل هذا العبث، نعيش فى بلدنا نربي أولادنا على أكل الحلال والبعد عن الحرام لنجد أمثال هؤلاء يهدون ما نبنيه، نعيش مع أولادنا نعلمهم الحلال والحرام ليجدوا نخبة القوم يحللون ما احرمه الله صراحة فى القرآن واستوعده،
فى زمن الصحابة والتابعين كانوا يستحون أن يذكروا النساء باسماءهن أمام رجال غرباء، كان خروج المرأة للزينة أمر ليس مقبولا ويستوجب السؤال ماذا لو عاش هؤلاء الرجال بيننا الان ليروا هؤلاء يبيحون الزنا بكل بجاحة بل ويؤيدون فعله لأولادهم، فى البداية كان هؤلاء المثقفون المتنورون يشككوا فى السنة بحجة أن هناك احاديث ضعيفة وغير واردة عن رسولنا الكريم وكان البعض يصدقهم فماذا الان بعد أن أصبح الكلام يعارض صحيح القرآن علانية، ليعلم الناس أن هؤلاء ليس لهم مشكلة مع السنة فقط بل مشكلتهم مع الدين كله، مشكلتهم مع أي قيد أو رابط لحياتهم، تغاضوا عن كل مشاكل الحياة الزوجية واختذلوها فى المعاشرة فقط، بالنسبة لهم نجاح الزواج ليس فى التفاهم أو العشرة، ليس فى القبول أو التناسب بل فى العلاقة الحميمية فقط، نجاح الزواج فى نظرهم لا يكون إلا فى غرف النوم فقط،
نعيش أيام لا يعلم بها إلا خالقنا نعيش عصر يُضرب فيه بأوامر الله عرض الحائط ليس فى السر بل علي شاشات التلفاز، نعيش زمن يصرح به أحدهم أنه يقبل الزنا لابنته، واخري تعترف أنها زنت سنين قبل زواجها ويرجعون إلي بيوتهم مطمئنين سالمين وهناك فى السجون من تقضي عقوبة بسبب قسط ثلاجة أو غسالة ……
هل من مجيب يوصل نداءنا للسلطات القضائية باتخاذ اللازم تجاه هؤلاء الذين ينشرون الرذائل فى مجتمعاتنا، هل من مجيب يتصدي لهؤلاء الذين يدعون للفاحشة فى وضح النهار بلا خشي، أصبحنا كما ذكرت فى بداية المقال نستقطع جزء كبير من أوقاتنا للدفاع عن الثوابت، بعد أن كنت مطالب بتعليم ولدك كيف يتعامل مع الناس وكيف يراقب الله في أفعاله أصبحت الان مطالب بتعليمه الثوابت من الأصل، أصبحت مطالب بتعليم إبنك الحلال البين والحرام البين الذي كنا نعلمه بديهيا ونحن صغار،
كان هناك برنامج إذاعي جميل بعنوان ( قلْ ولا تقل)، علمها لابنك، ( قلْ زنا ولا تقل مساكنة)
يجب عليك أن تبذل مجهود لتعلمه أن الزنا حرام بل من أشد الموبيقات التي تهدم المجتمع وتخلط الأنساب، فحينما يفتح التلفاز ويجد هؤلاء أمامه يقولون أنه يجب الزنا قبل الزواج لضمان عيشة مستقرة وحب جميلا، ذكره بقول الرحمان (إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) الإسراء
.