سلوي مرجان تكتب : هل سمعت خطواتي قرب بيتك؟
في تلك الليلة الباردة أنظر إليك من وراء النافذة، لقد أصبحت جارتك، اشتريت المنزل المواجه لك، فقط لأراك.
أُطفئ المصابيح ليلا، وأشعل الشموع حتى إذا مررت بجوار البيت لا تراني، أكتفي أنا برؤياك من خلف الستائر.
صنعت مطبا أمام البيت حتى تُهدئ سرعتك فأتنسمك.
سمعتك وأنت تصيح بالحارس غضبا من هذا المطب، لذا سأصنع كل يوم مطبا لأسمع صوتك.
لا مصباح أمام البيت… أنتظرك أن تتعثر، فلا تجد ملجأ سوى بيتي… لذلك حفرت حفرة وغطيتها لتسقط بها، لكنك لم تخرج ذلك اليوم، وخرج خادمك المسكين ومكث ببيتي شهرين بعدما كسرت ساقه. لماذا لم تزره يوما؟
في كل ليلة أصنع كوبين من الشاي…. الاثنان لي أحتسيهما على مهل وأتذكرك وأنت تطلب قهوتك الفرنسية، فأصنع كوبا من القهوة الفرنسية وأرتشفه وأنا أستحضر صورتك.
أخيرا أحضر ورقة كبيرة وأضع عطري وأكتب:
لا اشتياق يضاهي هذا الشوق، أنا لم أغر عليك يوما مثلما أغار الآن… أغار من قهوتك، من ركن تفضله، من نظارة تقترب من عينيك، من فكرة تحتلك، وورقة ملأتها واحتفظت بها قرب قلبك.
سيد القلب… نحن لا نفارق من نحبهم أبدا، يبقون عالقين في الروح والفكر، يراهم الناس في عيوننا، يعرفوهم من عثرات الألسن، ويدركونهم من أنين القلب.