دكتوره نرمين توكل تكتب : المسئولية المجتمعية والإستثمار في الكوادر الشبابية
تتباين أنماط ومجالات مبادرات المسئولية الإجتماعية بإختلاف المتغيرات الثقافية والاجتماعية التي تشكل ملامح هذه البرامج والمبادرات.. وكذلك تباين أسبابها، ومصادرها، وهو ما يفرض علي المنظمة ضرورة اتباع سياسات واستراتيجيات منهجية للارتقاء بكفاءة وجودة برامجها في إطار تخطيط استراتيجي؛ تتضافر فيه كافة الجهود من الوزارات المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، وأجهزة التنشئة الاجتماعية، ووسائل الإعلام.
وفي الآونة الأخيرة إتجهت إستراتيجيات المسئولية الاجتماعية نحو دعم وتمكين المبادرات الشبابية؛ في إطار توجهات سياسية واقتصادية؛ تعزز من فرص تأهيل الكوادر الشبابية من ذوي الرؤى والأفكار الاستشرافية، ومن ثم اتجهت جهود الشركات والمؤسسات نحو تقديم أوجه الدعم والمساعدة للشباب؛ لتحقيق مشاريعهم وأهدافهم التي تساهم في التنمية المستدامة وتحقيق التغيير الإيجابي.
وجاءت صور الدعم متباينة الأوجه بين الدعم المالي للمبادرات الشبابية؛ من خلال تمويل المشاريع وتوفير الموارد المادية والعينية الملموسة؛ كالأجهزة، والبنى التحتية، وكذلك إطلاق صناديق تمويل خاصة؛ لدعم رواد الأعمال الشباب والمبادرات الاجتماعية.
بينما جاء الدعم الفني متمثلًا في تقديم برامج تدريبية وتعليمية؛ لتحسين وتطوير مهارات الشباب، وتأهيلهم لسوق العمل؛ كتنظيم ورش عمل، ودورات تدريبية في مجالات عدة مثل: القيادة، وريادة الأعمال، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والبرامج الرقمية المتطورة، بالإضافة إلى توفير خدمات الإرشاد، وتقديم الاستشارات العملية للشباب؛ من خلال إنشاء برامج ومكاتب استشارية؛ تربط الشباب بالمحترفين والخبراء في مجالاتهم .
ويمكن ايضا توفير فرص العمل والتوظيف للشباب؛ لدعمهم في تحقيق أهدافهم المهنية؛ كإطلاق برامج توظيف مخصصة للشباب، وتوفير فرص التدريب العملي في المؤسسات والشركات، وتحفيز فرص الإبداع، والابتكار، وطرح المبادرات والأفكار الرائدة؛ من خلال تنظيم المسابقات والمؤتمرات والفعاليات الداعمة للابتكار وتقديم الجوائز للمشاريع الخارجة عن الصندوق.
وفي ذات السياق ينبغي تركيز المؤسسات على مجالات تعزيز شراكات التعاون مع منظمات الأعمال، وعقد بروتوكولات تعاون، ومذكرات تفاهم تنفيذية معهم، وإطلاق مبادرات مشتركة بين الشركات والمشاريع الشبابية؛ بالاضافة الى نشر الوعي والتثقيف حول أهمية المبادرات الشبابية ودورها في التنمية المستدامة.
وهو المحور الذي يشير بقوة نحو الدور الجوهري لوسائل الإعلام بمختلف أنمطاها؛ للسعي قدمًا نحو تنظيم حملات توعية وندوات تثقيفية حول قضايا المسئولية الاجتماعية على مستوى كل من: البيئة، والصحة، والتعليم، وغيرها من المجالات الداعمة للمبادرات الشبابية التي تنطلق جميعها من عدسة إلهام معاني الاستدامة، والاقتصاد الأخضر، والتنمية المستدامة، والاستثمار في مستقبل مواردنا البشرية، وعقول شبابنا الأكفاء؛ من أجل بناء مجتمعاتنا على أسس وركائز أكثر قوة وتمكينًا واستقرارًا.