د. عادل القليعي يكتب : الحفاظ على لغتنا العربية حفاظ على هويتنا
اللغة العربية لغة القرآن الكريم،(قرآنا عربيا غير ذي عوج)، وقوله تعالي(إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)،وقوله جل وعلا (بلسان عربي مبين).
اللغة العربية وأدابها لغة البيان، لغة الإفهام، لغة التبيين والتبيان.
لغة الأوزان والعروض والقافية، لغة المحسنات البديعية.
أنعم بها من لغة، وأكرم بكل من أتقنها وتفنن في الحفاظ عليها.
في كل عام يقام يوم عالمي للاحتفال باللغة العربية، وتتسابق مجامع اللغة العربية في كل البلدان الناطقة بها، تتسابق للاحتفال بها.
الكل يتباري ويتسابق في إلقاء الكلمات، من مقالة مكتوبة، من أشعار مسموعة، من سرد جزء من قصة قصيرة كتبها صاحبها.
وهذا جد محمود غير مرذول ويحسب لهم ، وقد كان لي شرف المشاركة في ندوة قسم اللغة العربية في اليوم العالمي لللغة العربية، بكلمة وضحت فيها مكانة اللغة العربية،واستشهدت بآيات من القرآن على أهمية اللغة العربية.
وبالأمس وأنا اتصفح مواقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك)، وقعت عيناي على عديد من المنشورات التي تتحدث عن اللغة العربية ، وما السبيل إلى النهوض بها ، لأن في ذلك حفاظ على هويتنا وقوميتنا العربية ، ضد ما أصابنا واصبنا به عن قصد أو غير قصد ، ما أصابنا من تغريب.
مما دفعني إلى الكتابة عن هذا الموضوع.
السؤال الملح، هل نحتفي ونحتفل بلغتنا الجميلة بمجرد الكلمات والخطب الرنانة، ويفض المولد ونعود إلي حيث بدأنا، عود علي بدء.
إن اهتمامنا باللغة العربية،لغتنا الرئيسة هي مسألة حفاظ علي هويتنا العربية، كما ذكرت.
حفاظ على ذاتنا المفكرة من الاغتراب والوقوع في براثن التبعية البغيضة التي دوما ما أرفضها، بمعني، نحن نتحدث اللغة العربية ولساننا عربي،هل المعاصرة والمواكبة تفرض علينا محو هويتنا العربية والذوبان في الآخر الغربي، نحن في بلد عربي، ما الدافع إلي استبدال لغتنا في موضوع التحية، تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيرد عليك أو ترد عليك بلغة الكوكاكولا، والبرجر، وبلكنة غريبة بكلمة هاي أو باي ، بإشارة سخيفة لا يفهم مقصودها بالضبط.
لماذا هذا التغريب عن هويتنا العربية،
لانرفض الحداثة والمعاصرة، لا نرفض التحول الرقمي والتقدم التقني والثورة المعلوماتية، لكن نحافظ علي تراثنا اللغوي وحصيلتنا اللغوية.
كثير من مفكرينا وعلمائنا ،سافروا الي بلاد الغرب، وتعلموا أكثر من لغة، لكن عندما عادوا عادوا محملين بتراث الغرب في جانبه المشرق المنير طارحين وراء ظهورهم، كل ما يتنافى مع قيمنا وتقاليدنا والمحافظة علي الشخصانية العربية، ولنا في الشيخ الطهطاوي،محمد عبده،قاسم امين،طه حسين القدوة والمثل.
عادوا كل في مكانه بلسانه العربي المبين،منهم من كتب في الصحافة ومنهم من حاضر في الجامعة بلغته العربية الفصحي لم يحيدوا ولم يميدوا عن خطهم المستقيم الذي رسموه لأنفسهم.
انها غصة قلبي ، نعم غصة مما أراه على شاشات التلفزيون، وفي الإذاعة، وحتى في الصحف الورقية، تجن سافر علي اللغة العربية، والحجة، أنا لست متخصصا، يا سيدي المسألة ليست تخصص فنحن لانطلب منك المستحيل،لم نطلب منك قراءة سيبويه ولا الزجاج، وإنما كل مانطلبه أن تراعو اللسان العربي، فبدلا من ركاكة العبارة، وسوء التعبير،نأخذ حتي دورة في تعلم قواعد اللغة العربية.
والطامة الكبري أن هناك بعض الأساتذة في الجامعات لا يستطيعون أن يفقطوا الدرجات باللغة العربية،لعدم معرفتهم التمييز والعدد.
والأدهى والأمر من ذلك أن بعض أساتذة اللغة العربية لايلقون محاضراتهم بالعربية، لماذا يا أساتذتنا، لأننا نريد أن نبسط المعلومة وهل اللغة العربية هي التي تعقد المعلومة.
أنظروا معي أيدكم الله بروح منه ورزقكم روح وريحان وجنة نعيم.
أنظروا قديما في المسلسلات التاريخية ألم تكتب باللغة العربية،والذين يشخصونها ألم يكونوا علي دراية باللغة العربية.
ألم نكن نجلس أمام التلفاز مستمتعين ولو أعيدت مرات ومرات ما فقدت رونقها وبريقها.
تغير الحال الآن،أصبح الغث مسيطرا على الموقف،أصبحت اللغة الممقوتة هي لغة المسلسلات والأفلام، وعندما تتحدث، يردوا عليك، هي لغة العصر، أنا لا أعمم الأحكام، ولكن أقول إلا من رحم ربي.
ومن هذا المنطلق أضحي النهوض والمحافظة علي لغتنا العربية أمر جد، كل في مكانه
مجمع اللغة العربية عليه المعول الأكبر، في الضبط والمراجعة، والتصدي الخروقات التي تحدث.
الأزهر الشريف كما تصدي قديما لمحاولات العبث باللغة العربية،والحملة التي قادها الاستعمار الإنجليزي لإفساد اللغة العربية والاستعاضة عنها بما أطلق عليه لغة القاهرة.
عليكم دور مهم في المحافظة علي لغتنا.
الجامعات المصرية،أقسام اللغة العربية وأدابها، والمراكز المتخصصة شددوا علي اللغة فكما تعطون شهادات في اللغة الانجليزية(تويفل)،
اعطوا شهادة اجتياز دورات اللغة العربية،واجعلوها شرطا للحصول علي التسجيل والحصول علي الدرجات العلمية.
الأوقاف والمجلس الاعلي للشئون الإسلامية اعقدوا دورات وندوات للوعاظ والخطباء الذين باتت لغتهم ركيكة إلا ما رحم ربي، هل يجوز أيها الأئمة، أن تعتلوا المنابر وتخطبوا في الناس وتنصبوا الفاعل وترفعوا المفعول، هل يجوز أن تصلوا بالناس، وتتلون كتاب الله بأخطاء لغوية رهيبة تصل بك الي اللحن الجلي تارة واللحن الخفي تارة أخرى.
أدعوكم إلى مراجعة أنفسكم مراجعة دقيقة، لماذا لأنكم أنتم الذين يأخذ منكم العلم الشرعي،فهل يصح (يا معشر القراء يا ملح البلد ما يصلح الملح إذا الملح فسد).
المسألة ليست بالصعوبة البالغة، فمن الممكن من خلال مطالعتكم للقرآن الكريم من خلال تخصيص ورد يومي لكم ستجدون أنفسكم متفوقين في اللغة العربية، أو حتي إذا لم تستطعوا القراءة والكتابة رددوا خلف مشايخنا الاكارم وتوجد ولله الحمد ختمة مرتلة كل أسبوع علي شبكة إذاعة القرآن الكريم .
نردد ونتعلم لغتنا العربية الحبيبة اللغة العربية.
ففي تعلمها الحفاظ علي هويتنا العربية والإسلامية.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.