900
900
مقالات

شعب لا يُقاد بالقوة

900
900

بقلم /محمدجمال موسي

هناك لحظات نادرة في حياتنا نتمكن فيها من مشاهدة التاريخ أثناء صياغته وثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ إحدي هذه اللحظات، فالشباب في تلك الفترة سُمع صوتهم وبدلوا وأثروا وغيروا بعد سنوات طويلة من الكبت والظلم، فكانت قوة تعبيرهم أخلاقية غير عنيفة وغير إرهابية تسعي للتغير بهتافات لم تكن فردية في صياغتها بل جماعية تشمل كل المصريين “الشعب يريد إسقاط النظام”، ثورة احتج فيها الشباب بسبب سوء الأوضاع المعيشية والسياسية والإقتصادية والفساد الكائن في مصر في آواخر حكم الرئيس الراحل محمدحسني مبارك
قامت ثورة يناير دفاعاً عن حقوق المصريين في العيش الحرية والكرامة الإنسانية، ثم قامت ثورة ٣٠يونيو لإنقاذ وجود مصر دوله ووطناً وأمه وشعب عظيم، وصانع الثورتين هو الشعب دون إنكار دور شباب مصر في الثورة الأولي والثانية، وحققت الثورتان إنجازات عظيمة حيث أسقطت حكم مبارك الذي اتسم بالفساد المنظم ومخطط التوريث الذي ظهر في آواخر حكمه، وأسقطت ثورة يونيو حكم الأخوان الإرهابين بعد أن إختطفت ثورة يناير بخديعة المتاجرة بالدين وحققت الثورتان أهدافهم بعد أن تضافر الجيش ومارس مهمته التاريخية في الإلتحام والوقوف بجانب شعبه واحتضان آمانيه وحمايته من بطش الإرهاب، ووقفت القوات المسلحة كحائط صد منيع دفاعاً عن مصر وشعبها بقيادة المشير طنطاوي، وإلتزمت بحماية النظام العام للدولة والإنحياز للثورة والتعهد بضمان الإنتقال الديمقراطي للسلطة وكذلك وضوح موقف الجيش من إلتزمات مصر الدولية والإقليمية
ويظل دائما جيش مصر مثالا للعالم في الحفاظ علي الأرواح والمنشآت وحمايتهم وهذا ما تجلي في ثورة يونيو حيث نحج في حمايه الشعب من بطش الجماعة الإرهابية، وذلك بعد أن طلب الشعب منه ذلك في تلك اللحظة، وأتذكر تلك الثورة المجيدة وشعب مصر العظيم الذي يدعو جيشه لنصرته ومساندته ذلك الشعب الذي يرفض أن يُقاد بالقوة، فالجيش بالنسبة للمصريين هو جيش الشعب الذي لا يمسه فساداً ولا يمارس إرهاباً ضد المواطنين إلتزم الحياد وتابع التطورات والإنتظار من أجل الإستقرار والبناء فهو العمود الفقري للدولة.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى