أبطال .. بلا هدف أو خطة!!
بقلم / شريف سعيد
قبل انطلاق أمم أفريقيا لم يكن أشد المتفائلين يعتقد أننا نستطيع عبور دور الـ 16 لأننا كنا سنلعب مع كوت ديفوار أو الجزائر، وكلا المنتخبين قويان.. في حين أننا كنا في أشد مراحل سوء الإدارة والأداء، خاصة بعدما رأينا جميعاً ما حدث في كأس العرب، وتأكد لنا ذلك من مباراة نيجيريا الأولى، ومن بعدها غينيا بيساو، والسودان، ولكن التوفيق ظل حليفاً لنا وتسرّب الأمل إلينا شيئاً فشيئاً مع كل مباراة نخوضها في ظل أداء دفاعي قوي صمد عليه لاعبونا لنظهر بقوة ضد أقوى المنتخبات المرشحة لحصد اللقب ونقصيها واحدا تلو الآخر.. كل هذا وسط ظروف غاية في السوء من تنظيم مزر وتعنت واضح ضدنا على جميع المستويات، ما دفع بكيروش مدرب المنتخب للقول إن الكاف لا يحترم مصر!!
لم أشأ أن أكتب شيئا بالأمس حتى تهدأ عاصفة الإشادة وتتلاشى أمواج الفخر بأبطال المنتخب الوطني الذين لا ننكر عليهم جهدهم وعزيمتهم اللذين أوصلانا لنهائي تلك البطولة.
مع كل فوز.. ومع تحدي كل الظروف كان سقف طموحاتنا يتعاظم وصرنا نحلم أكثر فأكثر بالفوز بالبطولة…ولكن دعنا نفكر قليلا…
هل يستحق المنتخب الوطني الفوز بتلك البطولة؟
هل كنت راضياً عن أداء لاعبينا هجوميا طوال مباراة السنغال أو خلال مباريات البطولة؟
فلنتحدث عن الأداء.. لعبنا سبع مباريات لم يظهر لنا قوة هجومية سوى في الشوط الثاني لمباراة المغرب وأشواطها الإضافية.. سبع مباريات لم تظهر لنا أنياب حقيقية غير ٦٠ دقيقة فقط طوال البطولة!!
أدرك الجميع أنك عاجز وقليل الحيلة لا تستطيع بناء هجمة بل ووصل بنا الحال أننا لا نفكر فيها، كل ما نملك العمل على مرور الوقت حتى نصل لضربات الجزاء لثقتنا في أبوجبل أو تحدث هفوة ونصيب هدفا قاتلا مثلما حدث مع المغرب!!
منذ زرع كوبر تلك الثقافة التكتيكية في أذهان لاعبينا ونحن نُهان كرويا بالمعنى الحرفي للمصطلح، كل الفرق صغيرها وكبيرها المصنف منها وغير المصنف يظهر متفوقا علينا ويلعب ضدك مباريات ترفع من أسهمه على حساب رصيدنا الكروي الذي لطالما بنيناه هجوميا وبأرقام قياسية واتبع كيروش نفس المنهج حتى أصبح أضحوكة العالم يوم لعبنا أمام نيجيريا بخطة ٥-٥-٠
لا بد أن نعلم جيدا أن المكسب الوحيد لهذه البطولة ليس سوى إدراك اللاعبين قيمة وروح المنتخب الوطني وقيمة تيشرت المنتخب ولكن في ظل وجود هذه العقليات الدفاعية واللعب الدائم بنظرية اللاهجوم لن نصل يوماً الى بطولة بل هزائم متتالية وبطرق مختلفة.
لا بد أن يستوعب الجميع أن التوفيق والحظ لن يظلا حليفك الى الابد. جاءك التهديد في الدقائق الاولى من مباراة السنغال بضربة جزاء وفق الله ابوجبل في صدها وبعدها انتظرنا الانتفاضة فقد جاءت الاشارة ان نتحرك ولكن لا حياة لمن تنادي.. كيف لفريق يملك لاعبين جيدين ولاعبا من افضل لاعبي العالم إن لم يكن أفضلهم وحارس مرمى فولاذيا أن يؤدي بتلك الصورة..!!
ألا ترون الهجمات المتتالية من لاعبي السنغال من كل حدب وصوب.
لقد ضرب لنا القدر موعداً مع مباراتين في التصفيات النهائية لكأس العالم مع السنغال مرة أخرى وإن لن تتغير العقول والأفكار ستكون النتائج مخيبة للآمال.. نحن مطالبون بالفوز على السنغال في مباراتنا الأولى بالقاهرة بنتيجة كبيرة مباراة يكون نجومها هم المهاجمين والأجنحة وليس حارس المرمى حتى تستطيع التحكم في إيقاع مباراة العودة .