9 مارس.. يوم الشهيد
بقلم: محمد جمال موسي
التاسع من مارس عام ١٩٦٩يوم استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وهو يتفقد الخطوط الدفاعية علي المواقع الأمامية للقناة في منطقة المعدية رقم(٦) شمال الإسماعيلية، استشهد في حرب الإستنزاف وهي بداية الحرب الكاملة بيننا وبين العدو الإسرائيلي ولا تقل أهمية عن الحروب السابقة، فحرب الإستنزاف هي الحرب التي تأكد المصريون من خلال متابعتها آناء الليل وأطراف النهار أن مصر قادرة علي أن تغسل عار النكسة وأن تسترد التراب، وأن تعيد للكرامة المصرية هاماتهابعد أن قامت قواتنا بإهداء النصر للمصريين جميعاً.
الفريق أول عبد المنعم رياض كان بطلاً من أبطال قواتنا المسلحة، اللذين سطرهم التاريخ بعد ذلك بحروف من نور، نظرا لشجاعته وقوته فكان دائما وسط جنوده في ميدان القتال يحمسهم ويعطيهم النصائح فكانت نصيحته المشهورة للقادة “كن بين جنودك دائماً وفي الحرب تصدر صفوفهم الأمامية، كن قدوة صادقة لمرؤسيك ، اجعل ضميرك ميزاناً حساسا للثواب والعقاب”.
كان يصف القادة ويقول لا أصدق أن القادة يولدون قادة، ولكن القادة العسكريين يصنعون يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة.
كان رجلاً عسكرياً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني يؤمن بأن الجندية شرف لا بعدها شرف وتضحية بالنفس في سبيل الوطن، فكان قائدا يعرف مدي الروح المعنوية التي يكتسبها الجنود عندما يكون في الصفوف الأمامية لهم لذلك كان يقول إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة محققة إن مكان القائد الصحيح وسط جنودهم وأقرب للمقدمة منهم إلي المؤخرة، فكان بين جنوده ويمتلك القوة أيضاً علي إصدار القرار في الوقت المناسب
فستشهد بين جنوده وهو يعلم فضل الشهادة في سبيل الله
قال تعالي “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”
من تلك اللحظة وإلي الأن وقواتنا المسلحة تضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء لتبقي مصر حرة.