اللواء تامر الشهاوى ضابط المخابرات الحربيه المصريه السابق وعضو مجلس النواب المصرى ولجنه الدفاع والأمن القومى السابق يكتب ..يوميات الازمه الروسيه الأوكرانية.. وماذا يدور فى عقل بوتين والغرب !!!!!!
اثنا عشر يوماً مرت على اشتعال الازمه الروسيه الاوكرانية وتطورات متسارعه متلاحقه على مدار الساعه وحرب تصريحات متبادله بين روسيا والغرب اكثر كثيراً مما يحدث على الارض .
مما لاشك فيه ان اكثر ما يقلقنا هو الوضع الانسانى الذى تعيشه اوكرانيا منذ اندلاع الازمه واضطرار اكثر من ٢ مليون مواطن اوكراني الى الفرار لمناطق ودول اكثر امانا من المتاخمه للحدود الاوكرانية ولكن هكذا تحدث الامور عند اشتعال الصراعات المسلحه .
اظهرت الازمه اهميه اوكرانيا كعمق استراتيجى حيوى للاتحاد الروسى وان روسيا تحت اى ظرف من الظروف لن تسمح بانضمام اوكرانيا لحلف الناتو ولا ان تتقارب مع الغرب مهما كانت التضحيات التى ستقدمها روسيا وفى سبيلها الى ذلك طالبت مراراً وتكراراً من الغرب احترام مجالها الحيوى ولكن اصر الغرب على رأسه الولايات المتحده الامريكيه على تحدى روسيا وتهديد امنها القومى .
على جانب اخر لم تحسن اوكرانيا تقديراتها السياسيه من خلال ميلها الى الغرب ورغبتها فى الانضمام للاتحاد الاوروبى وحلف الناتو وتناست ربما عمداً ان التحالفات لها تقديرات مختلفه يجب ان توضع فى الاعتبار قبل الاقدام عليها وهنا بالطبع لا انسى ولا اتناسى ان اوكرانيا دوله مستقله ولها ان تختار مسارها السياسى وفق ما يحقق مصالحها ولكن بأى ثمن هى مستعده ان تدفعه وهو قدر السياسيين وقاده البلاد فى تقدير الموقف وحسن اختيار المسار .
لعلنا نعود قليلاً الى الوراء ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتى عام ١٩٩١ وهى تحمل ضغينة كبرى وتحمل ماحدث لها للغرب والولايات المتحده الامريكيه ولكن روسيا البوتينيه مختلفه فهى تعود اكثر قوه وصلابه وتطوراً وحداثه مما يؤهلها الى استعاده مجدها القديم ربما ليس بنفس الصوره السوفيتية السابقه من حيث المساحه والتمدد ولكن من حيث القوه والتأثير على الساحه العالميه .
نفذ بوتين تهديده لاوكرانيا فى تنفيذ عمليه عسكريه استراتيجيه محدوده بعد سنوات من مطالبته المستمره باحترام الامن القومى الروسى دون جدوى و تعامل الغرب باستخفاف مع المطالب الروسيه حيث حشدت روسيا مايقرب من ١٠٠ الف مقاتل على الحدود الاوكرانية بغرض تأمين اقليم الدونباس لصالح الجمهوريتان الجديدتان بالاضافه الى استهداف وحدات الدفاع الجوى والمطارات العسكريه ومخازن الذخيرة ونقاط التجميع ومراكز القياده والسيطره ومبانى الاستخبارات والمفاعلات النوويه والاهداف الحيويه العسكريه والاستراتيجيه فى الداخل الاوكرانى بهدف اجهاض وافشال القوات الاوكرانية فى تحقيق اى نجاحات مستقبليه .
بعضنا متأثر بما يروجه الاعلام الغربى بان روسيا تجتاح اوكرانيا وان هناك مقاومه اوكرانيه افشلت التقدم الروسى الى اخر هذه الادعاءات الغربيه بالاضافه طبعا الى الصوره التى يقدمها للعالم يوميا الرئيس الاوكرانى فعلى الرغم من احترامى الكامل لمحاولاته الا انه وقياداته السبب الرئيسي فيما يحدث باوكرانيا الان لفشلهم فى تقدير موقف سليم .
عسكرياً خططت روسيا لعمليه عسكريه استراتيجيه محدوده ولم تخطط لحرب شاملة واشركت اقل من ١٥٪ من قوتها العسكريه ولا ترغب موسكو فى احتلال اوكرانيا ولا الدخول فى حرب مدن لدوله تعدادها ٤٤ مليون نسمه وهذا يفسر عدم اندفاع قواتها الى داخل المدن والاكتفاء بمحاصرتها لان اسوء معارك لاى جيش على الاطلاق هى ما تكون داخل المدن وروسيا تدرك ذلك ومن جانب اخر يعلق الغرب على ذلك بان الجيش الروسى فشل فى اقتحام المدن نتيجه المقاومه الاوكرانية وهو على خلاف الحقيقه كما تدرك روسيا ذلك بان الغرب يسعى الى دفعها للمستنقع الاوكرانى فى حرب طويله المدى لاستنزافها وهو ما لن تقع فيه روسيا.
سياسياً فشل الغرب فى الضغط على موسكو بايقاف العمليه العسكريه على الرغم من الحشد الدولى الغير مسبوق وسلسله العقوبات من كل الاتجاهات والتى بدأت من النفط والغاز مروراً بالرياضه وانتهاءاً بغلق الشركات والمطاعم الغربيه فى روسيا ولكن فى المقابل كان رد الفعل الروسى اصلب مما توقع الغرب بكثير وهم يعلمون تماما ان الروس لن يتراجعوا عن موقفهم تحت اى ظرف من الظروف بل ذكروا العالم اجمع بالا يتناسى قوه الردع النووى الروسى بالتلويح بها من خلال رفع درجات استعدادها وهو ما لن يتحمله اوكرانيا ولا الغرب ولا العالم بأسره ..
كل تلك التطورات تدفعنى دفعاً الى النظر للموقف الغربى والامريكي الذى يسعى الى ( شيطنه) روسيا والضغط عليها الى حد الانفجار والذى ضحوا باوكرانيا وشعبها فى سبيل توريط روسيا فى تلك الازمه لعزلها دولياً وفرض عقوبات جديده عليها على الرغم ان الامر بات جلياً للجميع ان حل الازمه كان مطروحاً قبل اندلاعها ان تتخلى اوكرانيا عن محاولات انضمامها الى الناتو مع تعهدات غربيه باحترام المجال الحيوى لروسيا
متابعه تطورات الازمه فى الايام الاخيره بعد اثنا عشر يوماً تؤكد ان لجام الازمه اصبح بيد الكرملين وانه يملك كل الاوراق التفاوضية لتحقيق النهايات التى يرغبها وسنرى خلال الايام القليله القادمه الوصول لحل الازمه برضوخ الغرب لاغلب الطلبات الروسيه على الرغم من كل الضغوط التى يواجهها و قد يكون ما طرحته هو نهايه ( مؤقته ) للازمه ولكنى استطيع القول ان العالم قبل ازمه اوكرانيا بخلاف العالم بعدها وان العالم سيشهد تطورات حاده خلال السنوات المقبله وبأسرع مما يتصور البعض وفى القلب من تلك التطورات منطقه الشرق الاوسط ولهذا حديث اخر .
https://www.facebook.com/100044251548301/posts/502460834572297/?d=n