شبابنا ثروة بلداننا
بقلم / علا عبد الوهاب
تونس
كل مجتمعات العالم ترتكز على شبابها …لأنهم هم ثروة بلدانهم و مستقبلها …و لكن في السنوات الاخيرة تأتينا الصورة متبدلة ..متغيرة ..قاتمة …اذ نلاحظ أن أغلب شبابنا العربي يسعى الى مغادرة بلدانهم الى وجهة غير معلومة ..يستقلون قوارب الموت ..يصارعون الامواج لاجل بلوغ الضفة المقابلة من المتوسط ! فيهم من يصل منهكا ..و فيهم من لم يكمل رحلته ..إذ يفاجئه الموت لتتبخر احلامه تحت الماء و يقذفهم الموج خارج الحياة ….
مؤلم ان نعيش حالة من اليأس و عدم توفر الظروف التي تضمن كرامة الانسان .داخل أوطاننا..وجع أكبر ان يغادر شبابنا بلداننا العربية بحثا عن الأفضل في بلاد غير بلادهم ..وسط أهل غير اهلهم …الوجهات ليست دائما مضمونة و ليست بالفكر الذي يتخيلوها ..ربما يعيشون غربة داخل الغربة …
في عام 2015 بالعاصمة النمساوية فيينا ..قابلت مجموعة ليست بالهينة من النساء و الاطفال و أخص على وجه التحديد الشباب من الجنسين ذكورا و إناثا
مجموعات هاربة من سوريا بحثا عن أمن و أمان و سكينة في البلاد الاوربية الجميلة و الحالمة …
شباب ينتظرون من يبادلهم السلام ليضمنوا خروجهم من إحاطة الأمن …أرهقني ما شاهدته ..و اقتربت من عائلة و تجاذبت معهم اطراف الحديث ..فرحوا جداااا ..لأنني اعرف سوريا جيدا و زرتها 7 مرات سابقا و تكلمنا عن اماكن كثيره بديعة ببلدهم الرائع و كان سؤالي الأول و الأخير كيف لكم ترك دياركم و ماضيكم و حياتكم و ذكرياتكم حتى و لو هناك توتر سياسي ..!!؟ قالوا لي لأن الامور تشعبت و اصبحت فوضى و اغتصاب .. و لكن اجابتي كانت كالتالي ” قلت لهم تغتصبون هناك ببلدانكم و انتم باكون ..أفضل من اغتصابكم هنا و انتم ضاحكون “
