(ولسه بحلم)
بقلم / علا عبد الهادي
شهر مارس هو شهر الإحتفاء بالمرأة عالميا .. للوهلة الأولى حين نسمع عن اليوم العالمي للمرأة نظن أنه يوم أبتكرته النساء لدعم حقوقهن وطلب المساواة بالرجال ولكن في الحقيقة أن أولى النساء اللاتي قمن بحركات احتجاجية كان هدفها العمل في ظروف إنسانية.
حيث يرجع إختيار يوم 8 مارس إلى خروج آلاف النساء في عام 1856م؛ للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي يجبرن على العمل فيها.. ونجحت المسيرة في دفع المسئولين إلى وضع مشكلة المرأة العاملة فى قائمة اهتمامهم ثم تكرر هذا المشهد فى نفس اليوم من عام 1908 عندما خرجت 15000 امرأة في مدينة نيويورك للاحتجاج
اى بعد 52عاماً يكرر التاريخ نفسه حيث طالبت عاملات النسيج بنفس الحقوق وأضفن عليها مطلب حق التصويت فى الانتخابات ووقف عمالة الأطفال ووضع حد لاستغلال أصحاب المصانع للنساء والحصول على ساعات عمل اقل إلا أنهن رفعن أيديهن بالخبز والورود هذه المرة
ورغم الاحتفال الشكلى الا ان البعض منا ما زال يؤمن بثقافة لا تقيم وزنا لجهد المرأة المبذول طوال اليوم من دون انقطاع و يعتبره “تحصيل حاصل” وواجبا مفروضا عليها وبندا ضمنيا في عقد الزواج يفيد بأن شؤون التدبير المنزلي مسئولية المرأة .. وبحسب دراسات نفسية عديدة تظل ربات البيوت في كل بلاد الدنيا الفئة الأكثر تعرضا للإحباط والتوتر والاكتئاب لأسباب عديدة أهمها الإرهاق الشديد وانعدام الإحساس بالإنجاز أو التطور نظرا لمحدودية الفضاء الذي تتحرك فيه رغم ان المهمة الملقاة على عاتقها شاقة بكل المقاييس الا انها لا تحظى بالتقدير اللائق ويخلو قاموسها من الإجازات والعلاوات والمكافآت ولا من أي حقوق مثل حقوق العمال والموظفين كساعات راحة او ضمان اجتماعى او تامين صحى او مكافأة نهايةالخدمة .. اضافة الى ذلك اعباء عملها اذا كانت سيدةعاملة عليها واجبات اضافية مهمة لبناء شخصيتها واكمال دورها فى المجتمع.
وسواء كان ذلك بإرادتها او ادوار فرضها عليها وضعها الاجتماعى فعليها فى كل الحالات ان ترفض ان تكون ضحية لظروفها ومطلوب منها ان تفرق بين ما يجب ان تقوم به من ادوار واجبة عليها وبين ما يمكن ان تتساهل وتقوم به فيتحول لحقوق مكتسبة للاخرين ومع الوقت تصبح مفروضة عليها.
ورغم اعتقاد البعض ان المرأة تعيش عصرها الذهبى فى ظل ما تشهده من تمكين اقتصادى واجتماعى وسياسي الا انها فى حاجه الى ان تعيد النظر فيما تقدمه لاسرتها او لمجتمعها وهل تشعر بالرضا والسعادة عن كل ادوارها وهل تقدمها بحب ورغبة للقيام بها ام انها ادوار مفروضة عليها حولتها لضحية تناست نفسها فى زحمة الحياة وفقدت نفسها الهادئة المستقرة.؟
المؤكد ان الرضا والسعادة حالة ذهنيّة ونفسية لا ترتبط بمال او بمنصب ولا بشهرة لذلك فان الاهتمام بالمرأة سيجعلها فى حالة سعادة ورضا وهذا لن ينعكس عليها وحدها بل سيعود على اسرتها ومحيط عملها لانها بالتأكيد ستكون صانعة السعادة لكل من حولها وتتقبل المزيد من الاعباء بمنتهى السعادة والاريحية.