900
900
مقالات

الإعتراف

900
900

بقلم / سلوى مرجان

الغالي/ محمد
تحية طيبة وبعد…..
أنا محشوة بعظام الخفافيش، تسكنني الأفاعي، ويلقون داخلي بذكرياتهم وكأن قلبي مكانا جيد التهوية يتحمل كل هذه الأعباء.
أستطيع الآن البوح باسمك، والاعتراف بأن كل من قابلتهم سواك صليت من أجل بقائهم استخارة، وأنت الوحيد الذي سجدت من أجله لله (قضاء للحاجة).
عزيزي محمد /سأتلقى الكثير من اللوم وربما السباب على هذا الاعتراف، سيسألني من يعرفون القصة؛ كيف أسطر اسمك وأخلد ذكراك وأنت من أهديتني الخيانة، وطعنات لا حصر لها.
وسأجيب بكل قوة أصبحت عليها : أنك هفوتي التي أصر عليها، ونكبتي التي أفخر بها، وتلك الخفقة الخفية التي لم أهبها لسواك.
مررت بالشارع الخلفي منذ يومين، هذا البقال يعرفني ويلوح لي كلما رآني ويصيح : أتيت بجبنة رومي قديمة من التي تحرق القلب😊
تلك الصيدلية المجاورة وقفت أمامها يوما وكنت أهاتفك وأضحك بصوت عال، وكلما مررت بعد فراقنا ما زلت أسمع صوت ضحكاتي هناك.
الفطاطري بأول الشارع دائما يغني وهو يلهو بالفطيرة في الهواء، يحب (حسن الأسمر) ولا يغني لغيره، أثناء مروري ذاك اليوم كان يدندن(زعلي طول أنا وياك، وسنين بقيت، جرب فيهن أنا انساك ما قدرت نسيت)؛ فهل قرأني؟!
بائع الخبز كلما اشتريت منه ينقص رغيفا، تحدثت إليه في هذا الأمر كثيراً، فيبتسم ويقول :سأنتبه في المرة القادمة.
يذكرني بك كلما عاتبتك على أمر، تعاملني برفق وتعدني أنه لن يحدث في المرة القادمة، ودوما هناك المزيد من المرات القادمة.
عزيزي صاحب الابتسامة البيضاء (محمد) : لم يكن من الممكن أن أغفر للأبد، لذلك أقسمت أني لن أجيبك إلا لو اتصلت سبعين مرة، لكنك لم تحتمل سوى ثلاث، وأخذتك العزة وقررت الإبتعاد، وأنا ما زلت أنتظر سبعة وستين اتصالا لن يأتوا أبدا.
الغالي محمد / لقد أخبرني زميل لي خلال سنوات الجامعة، بأن البوم لا يبدأ الشدو الجميل إلا بعدما يرخي الليل سدوله.
وها أنا أشدو كبومة حمقاء حاصرها سواد الليل فتعثرت ببعض الكلمات تنشد سلوتها.
القاهرة في الثامن عشر من مايو(أيار) عام ٢٠٢٢

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى