900
900
مقالات

دردشة ،،،

900
900

العيد فرحة وأُنس للقلوب ..

بقلم / أحمد عبد الحليم

تمر الأعوام وتكثر فيها الأعياد والإحتفالات بأنواعها وأشكالها، واليوم نتحدث عن عيد من أهم الأعياد في الإسلام، ذلك العيد يأتي مرة واحدة كل عام يقوم جميع الناس بالاستعداد له بشكل خاص ومختلف تماماً عن باقي الأعياد، فهو عيد الأضحى من حيث أن له طابع خاص بداية من تبادل التهاني والتبريكات، وتذبح فيه الأضاحي من أغنام أو أبقار تقرباً إلى الله وطلبا لرضاه ومغفرته، فقد ارتبط عيد الأضحى المبارك بالذبائح، كما لهذا العيد قدسية خاصة وقيمة دينية عالية جداً بالتلبية والتكبير والتهليل لكل مسلم ومسلمة سواء أثناء أداء مناسك الحج بداية من الوقوف على جبل عرفات أو خارجها، وترجع تسميته عيد الأضحى إلى الأضحية التي يذبحها المسلمين القادرين ويوزعوا لحمها على الفقراء والمحتاجين مما يتيح للناس بكافة فئاتهم أن يتناولوها بعد طهيها بما لذ وطاب من الأكلات الشهية.
إن ذبح الأضحية ما يُميّز عيد الأضحى، حيث يقوم حجّاج بيت الله الحرام، ومن استطاع من بقية المسلمين بذبح الأضاحي لوجه الله تعالى، وإتّباعاً لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واقتداءً بفعل سيّدنا إبراهيم عليه السلام؛ حيث أمره الله عزّ وجل بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وعندما نفذ أمره فداه بذبح كبش عظيم، ووقت الأضحية هو من بعد صلاة العيد إلى قبل غروب شمس اليوم الرابع والأخير من أيام عيد الأضحى.
من المؤكد أن العيد هو الأمل المتجدد في الحياة فلا يخلو من السرور والبهجة، والحب والعطاء ومنح الإنسان رخصة للتسلية والمرح بما يوافق الدين، وتلتفت الأنظار إلى كل تفاصيل العيد، فهو أجمل أوقات العام وأكثر أيامه بهجة، وتبدأ التجهيزات قبل العيد بأيام، بشراء الأسر لأطفالها أجمل الملابس والتي تزيد من فرحتهم وبهجتهم بالعيد، كما يسنّ في عيد الأضحى التكبير تعظيماً لله تعالى وشكراً له في المساجد والبيوت والأسواق، وفي جميع الأوقات حتى عصر آخر يومٍ فيه، ولا تنحصر مزايا العيد بالأمور الدينية فحسب بل إن العيد له معان كثيرة تجعل منه مناسبة اجتماعية تتسع لجميع الناس من كافة الأديان، ليصبح العيد فرصة للفرح والسرور وحضنا يضم الجميع بالبهجة والإخاء والعطاء والأمل في أيام العيد الجميل.
وفي أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك يبدأ المسلمين بصلاة العيد وبعد الانتهاء من الصلاة تذبح الأضاحي ليبدأ الإفطار على فتتة العيد وفي الغذاء يقومون بشوي اللحوم على الفحم ثم يتوجهون إلى زيارات الأقارب والمعارف، وتزداد صلة الأرحام، والخروج إلى الطبيعة لقضاء وقت ممتع وسط الطبيعة الخلابة، سواء على ضفاف نهر النيل أو في الحدائق العامة والمتنزهات، أو حتى على الشواطىء الساحلية، وذلك لاستعادة قدرة الإنسان على العمل من جديد بوقت من الفرح والسرور والبهجة، ولا مانع أن تتكرر هذه الزيارات والخروج إلى الطبية في كل يوم حتى أخر أيام من أيام عيد الأضحى المبارك.
إن الأعياد تسكن في القلوب التي تعرف الحب وتعيش طويلا، وإذا ما اقترب موعد العيد يُعد المسلمون العدة لاستقباله، بالذبائح تقربا لله وطمعا بفضله ونيل رضوانه، فبدون الحب لا يصح إيمان، فجوهر الإيمان أن تحب الله لأنه أعطاك من نعمه، وأفضل ما يهدي الناس لبعضها في العيد هو التسامح والتجاوز والصفح، ليصدق معنى العيد ويوافق مشاعرهم الصافية، فإن من يؤمن بفضل الله وقيام الساعة ويوم الحق لابد أن يستصغر المشاكل التي قد تبدو كبيرة خاصة في الأعياد.
وأخيراً يجب أن نجعل العيد جسراً لكل معاني المحبة نعبر به عن صفاء قلوبنا تجاه الآخرين، وأن نستقبل العيد بجبر الخواطر، وحب الخير للناس ومساعدتهم بقدر المستطاع، على أن يكون بداية للخير والمودة بين الناس وصفحة جديدة تفتح أبواب التلاقي والتآلف والتآخي بين الناس، وتبقى أهم غاية مرجوة من العيد، وهي نيل رضاء الله سبحانه وتعالى، والاعتراف بفضله، حيث أن أجمل عيد هو العيد الذي يأتي مع العائلة بوافر الصحة وما يكفي من الرزق وما يلزم من رضا للقلب، فبالإيمان والرضا تغدو الحياة أجمل وتمتد الأعياد إلى أعوام، لأن السعادة لا تحتاج إلى مناسبة لتحضر، والعيد الذي يهنأ به المسلم ما دام عابدا لله شاكرا لنعمه معترفا بفضله، مع نصيب الإنسان من الدنيا أن يخرج للفسح والطبيعة الخلابة وزيادة الأقارب لصلة الرحم، ولتكن تحية العيد هذا العام .. عيد أضحى مبارك وعامر بالإيمان والمحبة والتأمل والتفكر في نعم الله من جمال الطبيعة.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى