لأصحاب النفس الطويل
بقلم / أفين إبراهيم – سوريا
منحتني السماء عمرا آخر ليلة أمس
ولا أدري ماذا أفعل به
ما أكرم الرب
ها أنا أصغره الأن بأربعين شجرة
أربعين امرأة عليه أن يسقيهن معا حتى يكبرن
يصبحن جنيات يخرجن لأطفاله من الأساطير
أصغرك بأربعين جرحا
علقوا في عروق البحر
في ملح يكوي الذاكرة
ينتظرون ان تحملهم أياديك الرقيقة للنهر
إلهي
أنا فرسك الجامح
ورقتك التي تدور طويلا في الهوى قبل أن تسقط
أنا كل هذه الروح الكثيرة التي وضعتها في جسد امرأة هشة
هبني عرشا من ظلال حبيبي
أتمدد تحته عند الظهيرة
أدس روحي في شقوقه
عندما لا أجد بابا أهرب إليه من زمنه الهستيري
الزمن الذي يغلق الباب على اصابع الأنبياء
يحبس قلوب النساء في خاتم ثم يجعلهن يطرن فقط في الكوابيس
هبني كرسيا وحديقة
لفكرة جلست في خيالاته كل هذا الوقت تنتظر قدومي بعمر جديد
العمر الذي منحتني إياه منذ يومين
يومين فقط ولا أعرف ماذا أفعل به
هبني صوتاً حنوناً يرفع الحب
يمضي به بعيدا عن كل هذه الصور التي ترتطم بحياتي
تتكسر في أعماقي دونما ضجيج
تترك زجاجا حادا في الروح يجعلني أنزف الثالثة فجرا
استيقظ غارقة بدم الكون يسبح في سريري
اركض لأنقذ ما تبقى من أنثاي من نوبات التعرق الليلية
اركض مفزوعة
ليخرج لي عوضا عن الماء ورود سوداء
أضعها في شعر المرأة التي تنظر اليّ في المرآة
تغني
منحنا
منحنا الرب عمرا جديدا
ماذا سنفعل به بعد كل هذا الأسى يا أفين
أسحب الوردة السوداء من فمي
أعود لفراشي وأنا أردد
هبني بيتا ناصعا
خفيفا كالغيم دون أبواب أو شبابيك
أجراس من أضواء كونك
أضعها حول عنقي
كلما توهجت أضاءت برقة
قادته نحو الينابيع الملكية
الينابيع التي لم يلمسها قلب بشر قط
هبني
طيورا عمياء لا تحتاج عيونا تدلها على الحب
تعرف الطريق بعاطفتها الطفولية
بأجنحة صغيرة
اختبرت الطيران لأول مرة
عندما أحبت بكل قلبها مثلي
هبني حكمة تلمع كقرط في اذن امرأة تدخل الخمسين وحيدة
تغوص في أعماق الحياة
تعود منها ناصعة لصدر حبيب
جوارح لينة
اذا ما كسرتها الريح عادت دون ندوب
فاتنة
شفافة
كثوب عروس ينام فوق جسد حبيب
ااااه
منحني
منحني الرب عمرا جديدا
لا أدري ماذا أفعل به
خذه
خذه ان كانت هذه مشيئتك يا الله
أعطه للحب
لأربعين شجرة تكبرني
أربعين امرأة عليه
أن يسقيهن معا حتى يكبرن
يعشن دون اقنعة ولا
ولا ينشفن مثلي في أصيص الوحشة
خلف نوافذ الواحدة فجرا
يذبن ثم ينضجن
ينضجن ثانية
برقة متناهية
بفتنة ساحرة
تتبخر بقسوة في كل هذا الحنين
هبني
هبني يا إلهي
شموع تتعلم الرقص من رحمتك
تتمايل فوق الأسطح الترابية
تأخذ روحي للحب
تعود بي امرأة اخرى
منحتني يا أيها الرب
منحتني عمرا جديدا
لا أدري ماذا أفعل به
خذه ان كانت هذه مشيئتك
ثم أعدني
على هيئة غيمة خضراء في الخريف
عشب يتمايل في مخيلة حبيبي قبل الصيف
رجل ثلج يقف وحده في ذاكرته
ثم انثرني
انثرني يا الله
أطلق روحي لتبحث عنك من جديد.
“من وحي حادث سير تعرضت الو قبل يومين”
6/12/2022