التسول مهنه أم حاجه ؟
بقلم / هناء شلبي
التسول ظاهره قديمه جدا وجدت منذ آلاف السنين مع مرور الزمن تطورت وأصبحت مهنه لدي الكثيرين والكثير منهم أن لم يكونوا جميعا من القادرين ماديا فهم يتواجدون في المناطق والمرافق العامة فنجد الشوارع مليئه بالأطفال الحفاه شبه العرايا فيحزنك منظرهم وتمنيت لو اشتريت لهم بكل ما تملك.. وتري أيضا الشيخ الطاعن في السن وتلك العجوز التي فقدت نور بصرها وتمثلت مقوله سيدنا علي بن ابي طالب لو كان الفقر رجلا لقتلته.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو هل كل هؤلاء الذين نراهم صباح ومساء اخرجتهم الحاجه ام انهم امتهنوا التسول وفضلوا مد الايادي للآخرين بدلا من عرق الجبين ؟
الجواب هو نعم.. فالكثير إن لم يكونوا جميعا امتهنوا التسول بالرغم من أن الكثير منهم يتمتعون بالصحه والقوه والشباب لكنهم لم يستفيدوا من صحتهم وشبابهم لاكل العيش الحلال.. ولكن استسهلوا مد الايدي والتسول.. فنري أيضا اشكال التسول تعددت اليوم وتطورت فنري المثقف المهندم الذي يكون لحوحا في الطلب فهو لا يغادرك حتي يحصل علي مراده.. والغريب أنه يحدد المبلغ الذي يريده ويحاصرك في كل الجهات فمره يأتيك طالبا اللحاق بالمشروع أو القطار بحجه أنه فقد محفظه نقوده وكان علي سفر ويحدث أن تصادف الواحد في اليوم أكثر من مره ويطلب منك او من غيرك نفس الشئ في كل مره..
فالتسول آفه من آفات ومرض عضال من أمراض المجتمع التي استعصي علاجها علي معظم الدول.. ونجد ان التسول يساهم في نشر الجريمه وإدمان المخدرات بل نجد ايصا أن كثير من المدمنين للمخدرات الذين أصبحوا غير قادرين على إيجاد ثمن تعاطيهم المخدرات يلجأوا الي التسول ويطلبون ثمن المخدر بالطرق غير المشروعه وقد يصل الأمر إلى أنه يرتكب جريمه اكبر من السرقه كأن يقتل أو يتسبب بعاهات دائمه للآخرين كما أن التسول يزيد من اعداد اطفال الشوارع الذين امتهنوا التسول منذ أن فتحوا عيونهم علي عالم الجريمه وإدمان المخدرات فتري الواحد منهم مادا يده لا ليشتري طعاما أو قطعه حلوي انما ليجمع ما يشتري به من المخدرات..
ولكي نحد من هذه الظاهره يجب علينا أن تمتنع جميعا من أن نعطي لهؤلاء المتسولين مالا حتي لا نشجعهم علي التسول وللسيطره ايضا علي هذه الظاهره شبه المستحيله يجب أن القانون يتغير و بوضع مواد تحكم علي المتسول بشكل أفضل وللحد منها أيضا فإننا نتمني من كافه الجهات المختصه الحكوميه سواء أو وزاره التنميه التنميه الاجتماعيه وغيرها أن تمارس دورها في الحد من هذه الظاهره ومتابعه كافه انواع واشكال التسول ومعاقبه من يقوم بذلك وأن تقوم كافه المؤسسات الدينيه لمحاربة هذه الظاهره وتوعية المواطنين بعدم مساعده هؤلاء المتسولين والعمل علي الحد منها ما أمكن.
