أداء مناسك العمرة.. في ظل غياب دور وزارة الأوقاف المصرية!!!
بقلم / سوزان عطية
دكتوراه كلية التربية للطفولة المبكرة
لطالما حلمت أن أذهب إلى الكعبة المشرفة، وأن أزور روضة سيدنا محمد أشرف الخلق صلى الله علية وسلم، وفي أولى زياراتي لأداء مناسك العمرة، كانت لي بعض الملاحظات الهامة:
أولا: أن أعداد المعتمرين من دول مثال ماليزيا وباكستان وإيران وتركيا ودول الخليج ملفت للانتباه، حتى أنى سالت هل تكاليف العمرة في بلادكم بسيطة إلى هذا الحد؟؟
وكانت الإجابة صادمة أن تكاليف وإجراءات أداء مناسك العمرة سهلة وميسرة جدا لدرجة تسمح لكل أفراد الأسرة بالذهاب معاً في رحلة واحدة.
ثانيا: كان من السهل التعرف على المصريين الموجودين في نفس التوقيت داخل بيت الله الحرام، فهم من يصدر عنهم أغرب السلوكيات ويظهرون بمظهر غير منظم، ويفعل بعض منهم أفعال وسلوكيات تظهر بأنهم ليس لديهم أدنى المعلومات الدينية التي تؤهلهم إلى هذا الموقف والمكان المقدس.
ومع التعارف والتحدث إليهم، تبين لي أن تجارة أداء مناسك العمرة، من أربح المشاريع الموجودة حاليا في مصر في ظل غياب دور وزارة الأوقاف المصرية، وترك الموضوع لشركات السياحة.
ثالثا: كان التقصير يهيمن على المشهد الديني الخاص بتنسيق أداء مناسك العمرة، وتوعية وإرشاد المعتمرين عن كل ما يخص أداء المناسك ذلك الحلم الذي يراود كل المسلمين، حيث تعتبر زيارة بيت الله الحرام هي أمنية كل مسلم، ويبحث جميع المسلمين على مستوى العالم يومياً عن الشروط اللازمة وأسعار أداء مناسك العمرة وزيارة بيت الله الحرام، وتسعى كل دولة حتى وإن كانت غير مسلمة لتوفير الإجراءات اللازمة والتسهيل على مواطنيها لزيارة بيت الله الحرام.
في ظل ذلك أعلنت عدة مصادر في شركات السياحة في مصر عن متوسط أسعار العمرة لعام 2023، خاصة أسعار برامج العمرة الاقتصادية والـ 4 و5 نجوم، إذ يصل الحد الأدنى لسعر رحلة العمرة إلى 30 ألف جنيه بدلا من 15 ألف جنيه في العام الماضي وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار والريال السعودي.
ويتوقع أن تتخطى الـ 30 ألف جنيه في شهر رمضان الكريم، ما دفع عدد كبير من العاملين في شركات السياحة المصرية للقول بأن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى عدم قدرة المواطنين على السفر للعمرة في الموسم الجاري بنفس أعداد السنوات الماضية، في ظل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وارتفاع أسعار العمرة بشكل عام بنسبه تخطت الـ 80% مقارنة بالعام الماضي.
وفي استعراض لشروط أداء العمرة نري ضرورة وجود خطاب ضمان يبدأ من 50 ألف إلى 150 ألف جنيه عبارة عن وديعة في وزارة السياحة والآثار، وأن تقوم بسداد مبلغ 1000 جنيه لغرفة شركات السياحة، على أن تكون العمرة خلال أشهر (رجب وشعبان ورمضان)، مع حرمان الشركات التي ليس لديها مشرفين من الحصص، وسوف يتم وقف تراخيص ومعاقبة الشركات التي تقوم ببيع وتبادل التأشيرات بينهم.
وهنا يطرح عقلي سؤال هل أصبحت أداء مناسك العمرة مقتصرة على الأغنياء فقط؟؟.