لحن الحب والنور
بقلم / أمل كمالي
خُلقنا جميعا بلحن واحد
بروحٍ واحد
وبمسؤوليّة واحدة
لحن الحبّ ، روح إله الحبّ ومسؤوليّة نصر الحبّ بداخلنا .
اختلفت أشكالنا ، أجناسنا ، تجاربنا ، ” دياناتنا وأوطاننا ” .
كلٌّ وقصّته ، كلٌّ وطريقة عيشه لقصّته وكلٌّ وقدرته على عيش قصّته .
ولكن تجد من يختار دائما أن يكون جزءا من قصص الكلّ ولم يتجرّأ بعد على اختيار عيش قصّته بجميع درجاتها ومستوياتها ك بطل وإن لم ينجح ، فتصاحبه المعاناة تدريجيّا حتّى يموت ولا يشعر .
وبدلا من لحن الحبّ ، تعلو ألحان الشّرك .
بدلا من روح النّور ، تكون الكلمة للشّيطان
وبدلا من نصر الله ، يُنصَر اليأس والإحباط .
يتوقّف النّبض ولا تنتهي سيمفونيّة الحياة ، لأنّ الأمانة لم تُسلّم والنّفس لم تسلِم وتستمرّ سلسلة الإختبارات .
هل يمكن أن تكون هناك حياة بدون قصص ؟
وهل كلّ القصص متشابهة ؟
والشّهود هل مثلهم مثل الّذين اختبروا
عانوا وتألّموا وضحكوا ، خُذلوا ، سامحوا ، صدّقوا وتصدّقوا وأحسنوا
تأمّلوا وبحثوا
قبّلوا وعانقوا وفارقوا وانتظروا ،
وصلّوا ، واحتفلوا بالرّبيع قبل قدومه
فنُصروا بعدما نصروا الحياة والله ولم يتوقّفوا عن الإيمان بصوت روحهم الّذي أخبرهم ذات فجر أنّ :
قصّتك لا تشبه قصّة أحد ولكنّها فصل من قصّة الواحد الأحد ، فضع قلبك في فصلك دون أن تنفصل عن أحد ، لأنّ الله عندما خلقك ، ابتسم ودعا الملائكة أن رافقوه ولا تتركوه ، إذا بكى أضحكوه وإذا دعا باركوه وإذا اشتاق ذكّروه وآنسوه ، واحتضوه عندما يموت وعندما تُلقى فيه الرّوح ويُبعَث حيّا وأينما كان ، معه كونوا .
إذا أنعم الله عليك بحياة جديدة ، لا تفسدها بأفكارك القديمة
لا تختار الموت ،
جرّب طريق الله حيثُ يوجد
شكر ، رضا ، رحمة ، صدق ، لطف ، ابتسامة ، احتواء ، صلة رحم ، جمال
حيث تسمع أصوات الأطفال وتأنس بألوان الطّبيعة وصفاءها
أين يدخل عقلك في الفراغ فتسكن إلى الله الوهّاب القادر والمقتدر ،
فيلهمك ما تحتاج إليه من أفكار إبداعيّة وقدرة على تحقيقها وخلق قدر يليق بروحك العظيمة ؛ فيه من الرّحمة لنفسك والآخرين ، الكثير . فتكون بذلك تذكرة لمن يريد ولا يعرف كيف ولا متى .
لا يهمّ كيف
افرغ كأسك أوّلا
لا يهمّ متى
انصت جيّدا ولا تستعجل
لا يهمّ الوصول
طهّر قلبك وصلّ
فمنهم من إذا ضاق صدره لا يكابر
بل يستسلم للظّلام راضيا
يُرخي جفنيه مع اللّيل ملقيا نظرته الأخيرة على قدره القديم
حتّى إذا وضع يده على قلبه ، سارعت الأخرى إليه
وكلُّ ما فيه بلسان واحدٍ يدعو بكلمة واحدة أصلها نور
الله ،
هو مصدر طاقات النّور
تُحيي النّفس بعد موتها
تُصلح القلب بعد خرابه
وتخرج العقل من وهم العبادة إلى جمال التّفويض وحُسن التّوكّل .
لا تستعجل
استسلم لله تسلم
ارجع إلى الله ، يُلقي فيك من روحه فتستغني عن وهم وجودك إلى كمال وجوده فيك وبدلا من وضع قلبك في قصص الآخرين ، توفّر طاقتك وتعيش في قلبك حتّى تتذكّر وتكون أنت هو لحن الحبّ والنّور.