900
900
مقالات

صاحب الابتسامة البيضاء

بقلم / سلوى مرجان

900
900

كان من الممكن أن أصاب باكتئاب حاد هذا اليوم، خاصة بعدما التهم الفأر فرشاة أسناني الجديدة؛ وجود فأر في حد ذاته في البيت كان كفيلا ليحول حياتي إلى جحيم حقيقي، لولا أنني في خضم تلك الأزمة دق جرس الباب، لأجد (عبد الرحمن) ساعي بريد المنطقة وبحوزته طرد، وكعادتي لا أهتم بالهدية بقدر ما أبحث دوما عن الخطاب المكتوب بخط اليد، وهذه المرة كان خطابا انتظرته لوقت طويل…
الغالية / تحية طيبة وبعد…
أرسلت إليك قوالب الشوكولا التي تحبينها مصحوبة بصورة لبيتي بكندا، ستجدين على مقربة مني كلبا كبير الحجم هو (جوشي) الذي أخبرتك عنه، أقصى يمين البيت ترين بوضوح بيت الكلب الذي يشبه بيت الكلب في كارتون (توم وجيري)، الثلوج في كل مكان ولولاها لرأيت المروج الخضراء التي تودين رؤيتها.
أود لو أستطيع مجاراتك في الكتابة، لكني كما تعلمين طبيب لا أعرف عن اللغة سوى ما يصلني منك، لذا فأرجو أن تغفري لي أخطائي الإملائية والنحوية..
أنت تعلمين كراهتي لكافة أنواع التواصل الإلكترونية، ولكن من أجلك أصبح لي حسابا على (face book)؛ أتابعك من خلاله، لا أود أبدا أن نصبح صديقين على هذا الشيء، أحببت من البداية طلبك للمراسلة، وسأكتب دوما من أجلك طالما هذا الأمر يجعلك سعيدة.
غاليتي/ لا توجد طيور في مثل هذا الوقت من العام أبدا، في الأغلب هاجرت جميعها نحو الشرق، كل شيء جميل مثلك يسكن الشرق، ربما لو كنت بريئا متسامحا كقلبك لما هاجرت أبدا، ولكنك تعرفين أن الحياة قصيرة جدا ولم يكن في استطاعتي أن أنسى ما حدث مع صديقي رحمه الله، هناك أشياء لا ينساها الرجال، محفورة في قلوبهم حتى يوم يبعثون.
أخيراً أحب مناداتك لي بصاحب الابتسامة البيضاء، ومن أجلك بدأت في قراءة أعمال (ألبير كامو) كما طلبتي مني.
لي رجاء إن كنت تودين وضع خطابي على صفحتك فقومي بإعادة كتابته وتصليح ما به من أخطاء، فأنا في النهاية رجل عربي ولا أحب أن يقال عني طبيب مصري لا يجيد الكتابة.
أتعلمين؟ أشعر أنك ستضعين الخطاب بحذافيره، لذلك ريما سأغضب منك لساعة كاملة وهو عقاب تستحقيه

كوني دوما بخير
صاحب الابتسامة البيضاء

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى