900
900
مقالات

عزيزى صاحب الإبتسامة البيضاء

بقلم / سلوى مرجان

900
900

عزيزى صاحب الابتسامة البيضاء /تحية تشبه وجهك الباسم
أود لو أكتب لك ألف خطاب، لتعلم كم تعني لي.
منذ أن سافرت حدثت أشياء كثيرة، أهمها أني لم أبتسم منذ رحيلك.
أتذكر الجائزة التي كنت أنتظرها، لقد ربحتها وتقرر سفري خارج البلاد، لكن رؤسائي في العمل أعترضوا، وبعدما فقدت الأمل أخبروني بموافقتهم في اللحظة الأخيرة، أتدري ما تعنيه اللحظة الأخيرة؛ هي ذلك الوقت الذي لا ندري فيه إن كنا سنفرح لتحقق الحلم، أم نحزن لتأخره، لكني لم أفكر كثيرا، كل ما شغلني وقتها أن أفرغ الحقائب من الملابس الشتوية، لأضع بدلا منها ملابس صيفية تتناسب وطبيعة تلك البلاد.
هذه البلاد رغم مبانيها العملاقة وشوارعها النظيفة إلا أنها تركت في روحي أثرا سيئا للغاية، إنهم لا يعرفون الزنابق، ولم يلاحظ أحدهم الندى فوق سيارته، لا وقت لديهم لسماع فيروز، لاوقت لديهم للحلم، للحب، للشعر، للجمال، إنهم يسرعون بسيارتهم وكأنما يتسابقون للموت.
عزيزي صاحب الابتسامة البيضاء / يسألني الجميع إن كنت حقيقي أم خيال! ، ماذا أقول لهم؟!
لقد قلت إنك خيال، فما من أحد سيصدق أن هناك مثلك في الحقيقة، أنت هدية السماء لي بعد سنوات عجاف لم أر فيها غير أشباه الرجال.
عزيزي صاحب الابتسامة البيضاء / أتعرف ما هي الخرافة؟، هي أعتقادنا أن هناك مستحيل، أن الفرج لن يأت أبدا، أن الحياة ستبقى قاتمة ولا انفراجه بعدها.
أتدري ما هو الأمل؟، أن يظل قلبي معلقا بيوم رؤياك، هذا اليوم الذي ستمطر فيه الدنيا عطرا، وتعود لي تلك الفرحة التي فقدتها برحيلك.
عزيزي /م. أ
أرسلت إليك صورتين من حفل تكريمي، وخطابا آخر يخصك وحدك لن أضعه على صفحتي، بداخله عصفور كناريا وشجرة كرز وبحر هادئ الأمواج.
لي رجاء… لا تمر ببالي كل مساء، فيهرب النوم مني، وأبحث عنه طوال الليل.
وأخيرا…. كل يوم في تمام الثالثة صباحا (بعد منتصف الليل)، أرسل لك خطابا على what’s app الذي لا تفتحه أبدا إلا بمصر، لكني أرسل كل يوم، حتى إذا ما رجعت وفتحته تجد رسائلي مكدسة فتعلم أني لم أنسك يوما…

في انتظار خطابك كليلة عيد.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى