نتعرض على مدار حياتنا اليومية للعديد من المواقف سواء سلبية او ايجابية تأثر تأثيرا واضحا على افعالنا و حكمنا على الامور و مع كل موقف و كل مرحلة من مراحل حياتنا تتغير ردود االافعال …امر طبيعى و منطقى جدا و لكن هل ادركت عزيزى القارئ و لو للحظة بسيطة ان يكون رد فعلك سواء ايجابى او سلبى محتاج ان يقترن بمزيد من الثبات الانفعالى ، اكيد الان تسال نفسك ” الثبات الانفعالى ” مقترن بالمواقف السلبية فقط و ليس الايجابية …. هنا تأتى المفاجاة احب ان اوضح لسيادتك انه لا ….
بكل بساطة و وضوح يقول علماء النفس و الاجتماع ” الثبات الانفعالى ” هو رد فعلك اتجاه موقف معين تكون درجة واعيك اتجاه اكبر من حكمة و رجاحة عقلك و فوق الحجم الطبيعى لمشاعرك …..و من هنا سوف نلاحظ و ندرك ان النتائج المترتبة على ردود افعالك سوف تتاثر و تتغير و تكون نتائجها افضل بالنسبة لك لو قدرت ان تتحكم فى ثباتك الانفعالى ….تعال معى نشرح بطريقة اخرى اكثر سهولة لكى تتضح امامك الصورة كاملة .
من المؤكد انك عند التعرض لاى موقف سلبى تتحرك مشاعرك تلقائيا الى الغضب و التوتر و الانفعال و القلق و يبدأ رد فعلك ان يتاخذ الاتجاه السلبى و يفكر ايضا برد بطريقة سلبية و لا يستطيع ان يدرك مدى صحة النتائج المترتبة على هذا الانفعال التى بالتالى سوف تاثر بطريقة سلبية عليك انت اولا و يتحول العقل الواعى و اللاواعى فى اصدار احكام و افعال بل و تنفيذها على ارض الواقع ومن الممكن بل اكيد ان تكون اضرارها اكتر من المتوقع…. هنا ياتى كلام الله سبحانه و تعالى “الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ” و “وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ” نلاحظ ان رب الكون قد حذرنا مرتين من الغضب و امرنا ان نستعيذ الله من نغزات الشيطان التى تحرضنا على الغضب و الانفعال و شبه ايضا ان الغضب تحريض من الشيطان للنفس البشرية و امرنا امر مباشر فى كتابه العزيز ان نمتنع نهائيأ عن الغضب فلا يوجد اى جدال او مجرد التفكير فى نصوص القران ، نتوقف هنا قليلا لكى نربط بين الثبات الانفعالى و مدى سلامه الصحة النفسية لدى الفرد و امر الله سبحانه و تعالى فى تجنب و تجاهل اى انفعال سلبى و نصوص القران الكريم ، يتضح ان هناك علاقة ايجابية و قوية بين تنفيذ نصوص كتاب الله و بين تحقيق السلام النفسى الداخلى لدى الفرد …و هنا يكون الرد وافى و تم توضيحه بالنسبة ” للثبات الانفعالى ” لدى المواقف السلبية بطريقة سهلة و بسيطة و مقنعة لان رب الكون اعطى النصوص و ليس فقط علماء النفس و الاجتماع .
ننتقل الى النقطة الاخرى و هى ” الثبات الانفعالى فى المواقف الايجابية ” و هنا تتعدد الاسئلة و تتغير و تتفاوت لان من الطبيعى ان الانسان عنما يكون فى حالة سعادة سوف يكون متزن نفسيا و تكون كل قرارته ايجابة امر طبيعى جدا و لكن تعال معى اكتشف المفاجاة…. انت مخطئ و تحتاج ان تعيد ترتيب افكارك من جديد ….السعادة قد تخلق منك انسان ناجح متزن نفسيا قادرعلى الانتاج و لكن حذااااارى فانها سلاح ذو حدين لانها سوف تجعل منك شخص غير متحكم فى ردود افعالك الايجابية بمعنى ان ثباتك الانفعالى بيكون على درجة اكبر من مستوى مشاعرك الطبيعية و من هنا يبدا احساسك و مشاعرك تتحكم فى رجاحة و حكمة عقلك و تكون ردود افعالك ( مشاعرك ) هى المتحكمة فى الموقف التى تمر بيه و من الممكن ان تكون اكبر من مستوى الموقف نفسه بل اكيد بمعنى اخر اوضح و ابسط عدم ثباتك الانفعالى اتجاه المواقف الايجابية يلغى عقلك تماما و تبقى مشاعرك هى من تتحكم و بالتالى سوف تقل حكمتك و رايك الصواب و مدى حكمك الصائب على الامور بطريقة اكتر اتزانا ويكون المسيطر الاول و الاخير هى مشاعرك فقط و تضغى على الموقف نفسه هنا ياتى معنى ” الثبات الانفعالى ” و لكن من الناحية الايجابية ….
نصل هنا الى عرض و تحليل شامل و مفصل لمعنى مصطلح ” الثبات الانفعالى ” من الناحية الايجابية و السلبية ايضا …و عليك عزيز القارئ ان تكون على مستوى قوة و استيعاب هذا المصطلح و ان تقوم بتدريب نفسك و عقلك و مشاعرك بطريقة سليمة و تاهيل نفسك اولا داخليا فى ردود افعالك و مدى ثباتها لانها سوف تقترن بمدى سلامة صحتك النفسية و اذا استطعت ان تحقق هذة المعادلة البسيطة بكل حرفية و تدريب عقلك و توجيه فى المسار الصحيح سوف تكون انت المتحكم الاساسى فى ثباتك الانفعالى و هذا طبيعى ان ينعكس على نجاح حياتك المستقبلية و تبدا فى ترتيب نفسك داخليا و مراجعة اهدافك لكى تصل الى مرحلة مختلفة من حياتك و لكنها تبدا من مسارها الصحيح و تكون انت المتحكم الرئيسى فى تنفيذ ما ترغب فيه اى كان الموقف الذى تمر بيه ، و من هنا تكون بدابة جديدة فى تنمية و تغير شخصيتك اولا و افعالك ثانيا اتجاه حياتك التى تتغير الى الافضل بكل تاكيد….اصنع نفسك من جديد مازال هناك وقت.
بداية جديدة ……