صفوت عمران يكتب: أسرار تحولات الشخصية المصرية
تفتكر إنسان «ميهموش» ظلم إنسان «تاني» طالما الأمر بعيد عنه؟! .. «ميهموش» تحقيق العدالة طالما الظلم يحقق مصلحته على المستوى الشخصي هل تفرق معه العدالة على المستوى الوطني؟!
الإجابة بالتأكيد .. لا .. لذا لا تستغرب إذا وجدت حولك من يصفق للخطأ والظلم ومخالفة القانون طالما هذا في مصلحته.. «عشان كده نفس الشخص ده لما بيتظلم مش بيلاقي حد يقف جنبه .. لان الدنيا دواره وكما تدين تدان».
الآن «هتلاقي ناس كتير بتسأل فين قيمنا المصرية وأخلاقنا؟! .. لية زادت الفتن والمشاكل والصراعات والافعال الكارثية وزاد الفقر وجرائم القتل ونهش الأعراض وتفكك الأسرة وقطع صلة الرحم وزيادة معدلات الطلاق وانتشار الزواج السري».. الواقع أننا أصبحنا «كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ…».
بوضوح احذروا إشاعة الفتنة .. احذروا فرض الظلم .. احذروا المال الحرام .. احذروا معصية الله .. فهذا خطر لو تعلمون عظيم.
الواقع أنه تم تحويلنا إلى أشخاص انانيين.. ظالمين .. لا نراعي الله .. نسينا كل تعاليم ديننا وكل أخلاقنا وقيمنا.. سواء مسلمين أو مسيحيين… «الكل بيقول يلا نفسي ويحسب أنه يحسن صنعا!!».
قال رسول الله: «المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص إذا اشتكى منه عضو تداعت لها كافة الأعضاء بالحمى والسهر».. من منا اليوم يساند ويدعم أهله وجيرانه وأصدقائه وزملائه ويساعدهم على الخير؟!
وقال رسول الله: «والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه» أي شروره .. من منا اليوم يحفظ حقوق جيرانه ولا يؤذيهم في أعراضهم وأموالهم وأعمالهم وسمعتهم؟!.
وقال رسول الله: «والله لا يؤمن من بات وجاره جائع».. من منا يتفقد أحوال جيرانه من البسطاء ويرسل لهم الطعام؟! .. هل من يرمون الطعام في القمامة يدركون نعم الله عليهم ويصونها حق صيانتها؟!.. هل من يصنعون الولائم للتفاخر والتباهي يتفقدون جيرانهم خاصة من البسطاء؟!.
وقال رسول الله: «ظل أخي جبريل يوصيني على الجار حتى ظننت أنه سوف يورثه».. من منا يراعي حقوق جيرانه ويدرك أن الجار له حقوق عليك وأن تصونه في عرضه وماله ودمه.. وهنا الجار أياً كان ديانته أو درجة قرابته.
وقال رسول الله: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» .. من منا يتقي الله في الناس ولا يؤذيهم بلسانه ويده .. ولا يضرهم أبداً.. ولا يخون ثقتهم.. ولا يسئ لهم، ولا يشوه سمعتهم بالباطل .. ولا يرتب لهم المكائد و”الخوازيق” في السكن والشارع والمنطقة .. في العمل سواء كان الغيط أو المصنع أو الشركة أو المؤسسة وغيرها من مقرات العمل المختلفة.
من منا يدرك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم على المسلم حرام .. دمه وماله وعرضه»، وغيرها من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تعرفونها أكثر مني .. فأين نحن من كل ذلك .. اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله .. بلا جاه ولا سلطان ولا مال ولا مناصب .. إنما سوف تُسألون عما تعملون.. جميعنا سوف نموت عندما يشاء الله.. الأمير سوف يموت، والوزير سوف يموت، والأجير سوف يموت .. الغني سوف يموت، والفقير سوف يموت.. وكل نفس بما اكتسبت رهينه.