900
900
مقالات

د. محمد كامل الباز يكتب : البحث عن فضيحة أم البحث عن سيناريو

900
900

يبدو للبعض ممن يتابع ما أكتب، أن هذا المقال تكملة لمقال سابق تكلمت فيه عن أزمة الورق وقلة وجود نص جيد؛

أزمة كبيرة وطاحنة تعصف بكل الدراما المصرية، السينما أيضاً لها نصيب فى تلك الأزمة كي أكون منصفا، تكلمت سابقاً أن تلك المشكلة تكمن فى عدم وجود ورق جيد جعل من معظم المنتجين يعتمدون على نجاح أفلامهم السابقة ليختلقوا لها أجزاء ثانية وثالثة ورابعة حتي لو كان كاتب الفيلم قد كون قصة أو رواية لها بناء درامي يسع جزء واحد فقط، حيث يكون هذا واضحاً فى نهاية العمل، لكن لقلة الافكار وندرة الورق يقوم المؤلف بتعلية هذا البناء واختلاق أحداث جديدة تعتمد على نجاح السابق بل تعدي الأمر هذا، حيث أصبحنا نجد أحياناً الجزء الثاني للعمل قد انتقل بنا لعالم ثاني وكأننا نشاهد مسلسل جديد مع نفس الأبطال مثلما كان الحال فى مسلسل كلبش!!

بعد وقت من قراءة هذا المقال أخذت اشاهد إعلانات الأفلام والمسلسلات فوجدت حلا جديداً بدأ يستخدمه المنتجين لعلاج الفلس للفكرى وانعدام الورق الجيد، لا تظن عزيزى القارىء أن الحل فى السماح لكتّاب موهوبين أو تشجيع مؤلفين واعدين لأعمال جديدة، لكن الحل كان مخيب للآمال وهو إعادة صياغة الافلام والأعمال القديمة لنجوم اليوم !!
طرأت تلك البدعة فى أواخر العقد السابق بمسلسلات مثل الباطنية والأخوة الأعداء والكيف والعار …. إلخ؛
تلك الأعمال بالطبع لم تحقق أى نجاح يُذكر ولكن الغريب أن هذة الظاهرة من الواضح أنها ستنتشر وتغزو السينما أيضاً، ليس توقع أو تخمين، لك أن تصدق عزيزى أنه فى وقت كتابة المقال يتم تصوير النسخة الجديدة من فيلم شمس الزناتي!! والذي يحاول صناع العمل الاعتماد على نجاح الفيلم الأصلي الذي تم انتاجه مطلع تسعينات القرن الماضي ظل غياب أى ورق جيد يكون الاعتماد على نجاح الجزء الأول بعمل فيلم على حياة شمس الزناتي ورفاقه من وقت تعرفهم ببعض !!
الفيلم يعتبر عائلي حيث أن بطل الجزء الثاني هو نجل بطل الجزء الأول فى ملحمة عائلية تدعو للدهشة، لم يكن هذا المشروع هو الوحيد من نوعه حيث بالفعل سوف يتم تقديم إعادة أخرى لفيلم البحث عن فضيحة للفنان ذاته والذي سوف يتم إعادته مع الفنان كريم محمود عبد العزيز وإخراج رامي امام الذى هو بدوره أيضاً نجل بطل النسخة الاصلية الذى عرض كاول بطولة للفنان عادل امام عام ١٩٧٣.

مالد القيمة الفنية فى تقليد عمل قديم نجح فى الماضي ؟
ما وجه الإبداع فى الإعتماد على فكرة تم تنفيذها حتي لو أدعي صناع العمل أن الجزء الثاني له أحداث وسياق مختلف!!
أعتقد أن محاولة تقليد أعمال قديمة ماهو إلا إمتداد لسلسلة الفراغ الفكري الذي أصبح يحيط بالمنطقة الدرامية فى مصر، هل عقمت مصر من وجود كتاب مبدعين ختي يكون المخرج الدرامي لتكوين عمل هو جزء ثاني من عمل ناجح أو محاكاة عمل فني قديم!؟ بالطبع هذه مشكلة كبيرة يجب على وزارة الثقافة والفنون الانتباه لها وتشجيع المبدعين على تقديم أعمالهم بكل أريحية ولا يكون الفن احتكار لأناس بأعينهم يتبعوا جروبات معينة أو فئات محددة حتى لا تتفاشي ظاهرة الفلس الفكري وبدلاً من استنساخ فيلم البحث عن فضيحة يكون عنوان المرحلة البحث عن ورق !!.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى