د. محمد كامل الباز يكتب : عندما تطفو سفاسف الأمور على معاليها
عندما قررت أن أخذ إجازة من صخب الحياة وتصارع الأحداث
لمدة شهر فى أحدي الجزر النائية، استمتع بوقتى واجدد نشاطي وعند عودتي بعد تلك المدة وأنا لا اعرف أي شىء عما حدث فى ذلك الشهر،
قابلت أحد المارة وسئلته عن أهم أحداث ذلك الشهر ( أريد أعرف ما فاتني)
وجدت إجابة مشتركة عند الكثير !!
نجح قطبي الكرة المصرية فى الفوز ببطولتي دور أبطال افريقيا والكونفدرالية
-تبسمت وتفاءلت خيراً
هل من أحداث أخري ؟
نعم مواجهة مرتقبة
هل يوجد حرب ؟
-حرب إيه إحنا مالنا ومال الكلام ده الأهلي والزمالك هيلاعبوا بعض فى مباراة ثأرية من العيار الثقيل ( أضاف أخر)
الزمالك عاوز يثأر من نهائي ٢٠٢٠
والأهلي عاوز يثأر من سوبر ٩٤
-تبسمت وقلت إن شاء الله خير. من الواضح أنه فاتني أشياء كثيرة وعند سؤال آخرون المعظم أجمع على نفس الإجابة. إلا أحدهما الذي كان يبدو عليه الدهشة ؛
شهر بالكامل ولم تعرف ماذا حدث
أجبت: لا
ولكن علمت، إنتصار الأهلي والزمالك فى إفريقيا
نظر لي مبتسماً وساخرا فى آن واحد، واتكلم وهو يبدو يشفق على حالي، كان هناك إنتصار آخر وإنجاز اخر هو بالطبع لا يضاهي إنجاز الاهلى والزمالك ولكنه اسعدني أكثر منه على المستوي الشخصي
تساءلت ما هو
استطاعت حماس إيقاع عشرات الأسري والقتلي فى كمين نفذته جنودها عندما استدرجت جنود الاحتلال لأحد الانفاق فى جباليا شمال غزة، لا أعرف مدى تأثير هذا الخبر عليك ولكنه أسعدني جداً بقدر سعادة الأخرين بفوز الأهلي والزمالك يضيف ساخراً، ثم أخذ يتمادي فى السهرية ومعه كل الحق
(اعذرني تافه)
صمت وأنا فى قمة الخجل ولكن ما أزاح الخجل هو سعادتي فعلا بما حدث …. قولت الحمدلله وربنا ينصر إخواننا فى غزة وعندما حاولت الانصراف أضاف قائلاً ..
الا تريد معرفة ردة فعل هذا ..
-هل حدث شىء آخر ؟
نعم حدث خبرين آخرين فى ظل انشغال العالم العربى والاسلامي بملحمة الأهلى والزمالك
الأول : صب اليهود نار غضبهم على أهلنا فى غزة وقصفوا الكثير ثم أخذوا يقصفون ويحرقون خيام النازحين فى رفح لتصبح محرقة رفح سجل محفور فى تاريخ هذا العالم المتخاذل؛
هل ازيدك من الشعر بيتا؟
منذ أكثر من أسبوعين وأنت وغيرك فى عالم آخر، عالم الساحرة المستديرة تتعرض السودان واهالينا هناك لأبشع الجرائم والتعذيب مثل ماحدث فى( فاشر) عاصمة ولاية شمال دارفور التى حدث فيها منذ أسبوعين مجازر راح ضحيتها المئات وتشرد بسببها الآلاف،
اندهشت وقلت له لم أسمع عنها عندما سألت الناس عقب عودتي،
أجاب بحسرة : ولن تسمع عنها فمن أسعده فوز فريق لا يستفيد شىء من وراءه لن يتأثر أو يهتم لقضية أمته،
من تذكر سفاسف الأمور تناسي معاليها، يا أخي لن تسمع صدقني إلا من القليل فمن ضحك وسعد لفوز فى الكورة جعل قلبه يطمئن ويبيت فى سلام بالتأكيد لن يلتفت أو ينتبه لمحرقة الخيام .